دور الإعلام الإلكتروني في تشكيل القيم والوعي الإجتماعي للطالب الجامعي : دراسة ميدانية بجامعة جيجل


En Fr

تناولت الدراسة موضوعا بعنوان: دور الإعلام الإلكتروني في تشكيل القيم والوعي الإجتماعي للطالب الجامعي وهو موضوع من مواضيع علم إجتماع التربية التي تتقاطع مع الإعلام والاتصال، وهو ذا أهمية قصوى باعتبار أن تشكيل القيم والوعي الإجتماعي كأعلى القيم ليس بالأمر السهل ولا العارض خاصة للطالب الجامعي الذي هو في طور بناء شخصيته وترتيب أولوياته وتحديد مسؤولياته اتجاه المجتمع والدولة. والإعلام الإلكتروني بزخمه وتدفقاته المتوالية والمتسارعة يشكل نقلة نوعية في عالم التواصل، فهو يقوم بدور متنامي ومستعجل في بناء وتعديل وتشكيل منظومة القيم والوعي الإجتماعي للطالب الجامعي. لأن تشكيل القيم والوعي الإجتماعي لا يتم هكذا بقرار بقدر ما هو عملية مقصودة من جهة، وعملية ترافق الطالب الجامعي في تعاطيه مع المادة الإعلامية وفعل التواصل الإجتماعي عبر كل الوسائط المتاحة من جهة أخرى سعيا منه للتمكن من مجتمع المعلومات وتثمين الإسهام المعلوماتي وتفعيله وفق ما يرتئيه الإجماع القيمي في المجتمع وما يرجى من حمولات واعية تخدم الأهداف المسطرة. وهو بذلك أمام جملة من الإنتظارات عليه تحقيقها كاملة وبأحسن مخرجات يتوخاها المجتمع. وقد حاولت هذه الدراسة الإجابة على جملة تساؤلات هي: 1) هل الإعلام التفاعلي يهذب القيم الاخلاقية ويوجد وعيا بالذات؟ 2) هل الإعلام الإجتماعي يساهم في تعديل القيم الإجتماعية والوعي الجماعي؟ 3) هل إعلام المواطن يعمل على ترقية القيم السياسية وتحديد الوعي بالوطن ؟ 4) هل الإعلام الديني يرسخ القيم الدينية ويثبت الوعي الديني؟ وهذه التساؤلات كانت محور الاستمارة المعتمدة كأداة رئيسية في البحث طبقت على عينة طبقية ــــ تناسبية من الطلبة قدرت بـ 212 مفردة بجامعة جيجل ( قطب تاسوست). وفي سبيل التحقق من ذلك من خلال هذا البحث فقد تم تقسيم البحث إلى بابين: باب نظري تضمن ستة فصول، وباب ميداني من ثلاث فصول وانطلق البحث من فرضية أساسية هي: الإعلام الإلكتروني له دور في تشكيل القيم والوعي الإجتماعي للطالب الجامعي أما أهداف الدراسة فتمحورت خاصة حول ملامسة دور الإعلام الإلكتروني في بناء القيم أو تعديلها أو إعادة تفعيلها وفق وعي إجتماعي يتجاوب مع ما يصبو إلى تحقيقه الطالب الجامعي. وأيضا إدراك مخرجات الإعلام الإلكتروني كبديل إعلامي إجتماعي يؤسس لشخصية الطالب الإجتماعي في تحمل مسؤولياته كاملة غير منقوصة في عالم متغير وسيلته التكنولوجيا والمعلومة دون حدود أو رقابة، إلى جانب رصد عوامل وكيفيات تشكل القيم الإجتماعية وبناء الوعي الإجتماعي للطالب الجامعي. ولأجل تحقيق هذه الأهداف استخدم المنهج الوصفي الذي يناسب موضوع البحث اعتمادا على مجموعة أدوات ناجعة وتفي بجمع البيانات كما الملاحظة والاستمارة والمقابلة وبعض الوثائق ذات الصلة. وللمعالجة السوسيولوجية للبيانات استخدم التفسير والتحليل كميا وكيفيا بعد استخدام برنامج الحزمة الإحصائية للبرامج الإجتماعية (SPSS 20) في التفريغ والتدليل. وقد توصلت هذه الدراسة إلى مجموعة نتائج أهمها : 1) أن الإعلام الإلكتروني كتفاعل و إعادة بناء و تهذيب للقيم الأخلاقية يؤسس لإدراكات تتزايد بمرور الزمن. 2) وأنه كإعلام إجتماعي يساهم في تعديل ودعم وتفعيل القيم الإجتماعية ويجعل الطالب الجامعي عنصرا من الوعي الجماعي 3) ولأنه إعلام للمواطن فهو يرتقي بالقيم السياسية للطالب الجامعي ويجعله مدركا لمجمل التحديات التي تفرض واقعا مغايرا. 4) وباعتباره إعلاما دينيا بوسائط مغايرة فإنه يدعم القيم الدينية للطالب الجامعي من خلال تنمية روح النقد والحيطة والواقعية والرقي بالفهم. وبصورة عامة توضح النتائج المتوصل إليها أن الإعلام الإلكتروني له دور في تشكيل القيم والوعي الإجتماعي للطالب الجامعي مما يجعله قادرا على تحمل المسؤولية والمساهمة في عملية البناء وتطوير المجتمع والدولة. فقط تجدر الإشارة إلى أن هذا البحث أثار بعض القضايا التي تستوجب البحث السوسيولوجي من قبل آخرين. (ملخص المؤلف)