شبكة المعلومات العربية التربوية

مقاربة نظرية حول موضوع العسر القرائي بحيث يطرح في بداية المسار إشكالية المفهوم، باعتبار الموضوع أحد جوانب أو مظاهر صعوبات التعلم، وباعتبار إشكالية المفهوم الناظمة لمقاربة العسر القرائي متداخلة بثلاثة مستويات مفاهيمية مدرجة من العام إلى الخاص: فمستوى عام يدور في فلك مفهوم صعوبة التعلم ضمن نطاق فئات التربية الخاصة والتي تشترك معها في النتائج نفسها (مثل التأخر الدراسي وبطء التعلم)، ومستوى وسطي يدور في فلك الصعوبات النوعية ضمن صعوبات التعلم فهناك بعض التداخل للأعراض بين العسر القرائي وبعض من صعوبات التعلم الخاصة الأخرى مثل: صعوبة التآزر الحركي (الديسبراكسيا)- اضطرابات نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)- صعوبات الكتابة (الديسغرافيا)- صعوبات الحساب (الديسكولكوليا)، ومستوى خاص يدور في فلك العسر القرائي كمفهوم مميز بخصائصه ومؤشراته ومظاهره. وقد تبين من خلال هذه القراءة التحليلية للعسر القرائي أن التدرج من الإطار العام إلى الإطار الخاص يعكس وجود التباس كبير ومرد ذلك هو الترابط والتدخل الموجود بين ثلاثة مستويات الأول يتعلق بصعوبة التعلم عامة والثاني بصعوبات التعلم النوعية والثالث بالعسر القرائي بأعراضه وظواهره ومؤشراته وأسبابه. ما يجعل منه بالتالي مفهوما قائما بذاته يتطلب مبادئ وأدوات خاصة للتشخيص والتتبع والتقويم والتدخل العلاجي. (شمعة)