شبكة المعلومات العربية التربوية

واحدة من أصعب المشكلات التي تواجه التعليم في الدول النامية وتعوق مواكبتها لحركة التقدم والتنمية الشاملة والمستدامة، وتؤثر سلبا على حل مشكلاتها، أن معظم البحوث والدراسات التربوية التي يتم تناولها في كليات التربية ومراكز البحوث التربوية تسير في اتجاه، والممارسات الواقعية التي يقوم بتنفيذها المعلمون والإداريون داخل حجرة الدراسة والمدرسة تسير في اتجاه آخر، معنى ذلك وجود فجوة كبيرة بين الأطر النظرية في التربية وممارساتها التطبيقية في الميدان التربوي، ومن هنا ظهر ما يطلق علبه بحث العمل أو الفعل Action research methodكمحاولة جادة لسد هذه الفجوة بين النظرية والتطبيق، وكذلك بين نتائج البحوث التربوية وتحسين الواقع التعليمي. وبناء على ذلك يتفق كثير من المتخصصين والمختصين على ضرورة الاهتمام الجاد بالتنمية المهنية للمعلمين من خلال مشاركتهم في البحث التربوي كباحثين معاونين Collaborative researchers، بحيث يحدث نوع من التفاعل الأكاديمي المهني بين التنظير والتطبيق، على أن يمارس المعلمون جزءا من البحث العلمي المرتبط بعملهم المهني، ويمارس الباحثون التربويون جزءا من العمل الميداني المرتبط بنظرياتهم ونتائج بحوثهم التربوية. ولتحقيق ذلك حاول هذا البحث أن يقدم للمعلم بحث العمل كأحد طرق البحث التطبيقي، والذى يعتمد على الأساليب الكمية والكيفية في التعامل مع مشكلاته، وذلك من خلال تحليل بعض تعريفات مفهوم بحث العمل في العلوم التربوية والاجتماعية، حيث يختلف تعريفه باختلاف كل من الزمان والمكان، والموقف الذى يستخدم فيه، ومن ثم يصعب أن يكون هناك تعريف شامل أو مطلق له، ومتابعة التطور التاريخي، وتحليل الأسس الفلسفية والتربوية لاستخدامه في التعليم، وبعض الاتجاهات والتجارب العالمية المعاصرة لاستخدامه، مع التركيز على أوجه التشابه والاختلاف بين منهج بحث العمل وطرق البحث العلمي الأخرى، ومجالات استخدامه في التربية، وخطواته البحثية، وخصائصه، والأسس العامة لاستخدامه، وأهميته للمعلم وبعض الأمثلة لتطبيقاته في حجرة الدراسة والمدرسة، والصعوبات التي تواجه استخداماته في التعليم، وخطواته وكيف يطبقها المعلم كل في مجال تخصصه، وكيف ينعكس ذلك على تطوير المنظومة التعليمية في المجتمع العربي المعاصر. وترجع أهميته إلى أنه يهدف إلى حل المشكلات في مواقع العمل مثل حجرة الدراسة أو المدرسة، ويوفر الحلول السريعة لمشكلات يصعب الانتظار عليها حتى تقدم البحوث والدراسات التي تتم في كليات التربية والمراكز البحثية حلولا لها، ويساعد على تضيق الفجوة بين البحث التربوي التقليدي وممارسات المعلم داخل الفصل والمدرسة، ويساعد المعلم على تطبيق أسلوب التقويم الذاتي لممارساته، ويساعد على تبادل الخبرات والمهارات والمعلومات البحثية بين المعلمين، والمسئولين في المستويات الإدارية الأعلى على تقويم أداء المعلمين بطريقة أكثر دقة، والمعلمين على الوقوف على ما هو جديد من اتجاهات وتجارب تربوية عالمية. ويرى الباحثان أن هذه الدراسة وما تتوصل إليه من نتائج وتوصيات يمكن أن تقدم مجالات جديدة للبحث العلمي نظرا لحداثة موضوعها في المجتمع المصري، وفى ختام الدراسة -لاستكمال الفائدة -أوصى الباحثان بإجراء مجموعة من الدراسات. (الملخص المنشور)