شبكة المعلومات العربية التربوية

خصصت هذه الورقة لمناقشة واحدة من أهم الكفايات المنوطة بالمدرس، وهي كفاية ضبط القسم وذلك لاعتبارات ثلاثة: 1) الإشكالات التي يطرحها هذا المفهوم في الأوساط الاجتماعية عامة، والتربوية_التعليمية على وجه الخصوص، إنطلاقا من التمثّلات الخاطئة التي ما زالت تربطه بالسلطوية والترهيب. 2) تعد كفاية ضبط القسم شرطا رئيسا لنجاح العملية التعليمية إذ في غيابها يستحيل الحديث عن التواصل الإيجابي، ولا عن التفاعل المؤثر الفعال، ولا عن اكتساب الكفايات، ولا عن تبادل الخبرات والتجارب، كما تعد مؤشرا قويا على نجاح الأستاذ في أداء رسالته التربوية والتعليمية. 3) من أكبر الصعوبات التي تواجه المدرسين اليوم، مسؤولية ضبط القسم، خاصة في ظل الأزمة الخانقة التي تعيشها المدرسة المغربية اليوم، والتي يعد الاكتظاظ من أبرز تجلياتها. وقد عرضت الورقة لعدّة مبادئ في الضبط والانضباط تطال شخصية المربي من حيث قوتها أو ضعفها، ومن حيث قدرتها على التأثير والتماسك بقراراتها، هذا بالإضافة إلى الوعي بالمرحلة والظروف التي يعيش فيها المتعلم والحكمة التي تقتضي استعمال اللين أو الشدة والصرامة في الوقت المناسب. كما قدّمت الورقة مجموعة من مبادئ ومقترحات يمكن الاستفادة منها من أجل تحقيق ضبط وانضباط تربوي سليم بالأقسام: 1) اعتماد أسلوب الثواب قبل العقاب بتشجيع المنضبطين والذين يبذلون مجهودا واضحا من المشاغبين. 2) العمل على إشغال التلاميذ واستثمار حركيتهم الزائدة وتجنب الوقت الميت بالنسبة لهم، وهذا يتطلب الإعداد الجيد للدرس والتنفيذ المحكم بما يساعد على إشراك التلاميذ في مختلف أنشطته وفعالياته ومراحله. 3) الانتباه المستمر إلى غير المنضبطين، وإشعارهم بالمراقبة، وفتح نقاشات خاصة معهم خارج الحصص المقررة الرسمية. 4) الاتفاق على قانون داخلي للقسم يتم إعداده بمشاركة التلاميذ، ويتم التذكير به كلما دعت الضرورة إلى ذلك. (شمعة)