شبكة المعلومات العربية التربوية

تنطلق هذه الورقة من فكرة أساسية مفادها أن للكتاب المدرسي تأثيراً واضحاً في تكوين اتجاهات ومواقف المتعلمين نحو ذواتهم ونحو المرأة ونموذج الرجل خاصة في المستويات الأساسية والإعدادية والثانوية نظرا لطابعها الإلزامي في المدرسة المغربية. من هنا تتطرق هذه الورقة إلى التمثلات والصور التي يحددها النظام التعليمي من خلال الكتاب المدرسي للمرأة والرجل، وذلك من خلال طرح مجموعة من الأسئلة: هل يتم إعادة إنتاج لنفس المواصفات والصور والنعوت التي تحدد دور ومكانة كل من الرجل والمرأة داخل الخطاب المدرسي المغربي؟ ما سر تغييب المرأة كذات فاعلة ومنتجة ضمن النصوص المقررة بالكتب المدرسية؟ هل هذا الإقصاء يعني غياب المرأة على الساحة الإبداعية والثقافية المغربية أم أنها لا ترقى إلى مستوى الرجل علما وتفكيرا وإبداعا؟ اعتمدت هذه الورقة في مقاربة الموضوع على نتائج بعض الدراسات السوسيولوجية والسيكولوجية التي تناولت تمثلات واتجاهات الإنسان العربي لذاته وللرجل والمراة، وبعد ذلك أقيم إحصاء شامل لمجموع النصوص المقررة في مادة اللغة العربية بالسلك الثانوي الإعدادي، وتم العمل على تحديد نسبة النصوص المكتوبة من قبل النساء والنصوص المؤلفة من قبل الرجال مما أتاح المقارنة بين هذه النسب وتفسيرها على ضوء مجموعة من الدراسات وذلك بتطبيق تقنية تحليل المحتوى. وقد تبين من خلال التحليل أن الخطاب المدرسي يعيد إنتاج الصور نفسها والتمثيلات نفسها حول الرجل والمرأة داخل المجتمع المغربي في الأسرة والشارع والمدرسة. وقد ختمت الورقة بضرورة وجود بدائل لتغيير المقررات المدرسية، بحيث تعلي من شأن الإنسان عامة ذكرا او أنثى، وإعادة النظر في القيم التي تمررها هذه المقررات لأجيال المستقبل. (شمعة)