Arab Educational Information Network

حاولت الدراسة الكشف عن منهج التفكير لدى عالم جليل هو ابن قيم الجوزية، بدءاً بالتعرف على العوامل المؤدية إلى نجاح تفكيره، وبواعث تفكيره التي ساهمت في تميزه الفكري، ثم دراسة خصائص التفكير لديه، والتعرف على أنماط التفكير، وتحديد مهارات التفكير التي يمتلكها ابن القيم كما تعكسها كتاباته وممارساته لها، وتوضيح أهم السلبيّات التربوية المستفادة من منهجه في التفكير. ولتحقيق أهداف الدراسة، اتبعت الباحثتان المنهج التحليلي الاستقرائي الذي يعتمد على جمع الوثائق وتحليلها واستقرائها، ويُقصد بالوثائق هنا كتب الإمام ابن قيم الجوزية وذلك من خلال وحدة تحليل الفقرة. وتكونت عينة الدراسة من عشرة كتب من مؤلفات ابن القيم، وهي: (عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين)، و(مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية أهل العلم والإرادة بجزأيه الأول والثاني)، و(الوابل الصيب من الكلم الطيب)، و(الفوائد)، و(شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل)، و(الداء والدواء)، و(حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح)، و(روضة المحبين ونزهة المشتاقين)، و(زاد المعاد في هدي خير العباد). وكشفت الدراسة عن أهم عوامل نجاح التفكير عند ابن القيم المتمثلة في توافر المعلم المؤهل الفعال، والأحوال الاجتماعية والسياسية والعلمية والاقتصادية في عصره، وثقافته، وأسلوبه في التفكير. كما اتسم منهجه في التفكير بخصائص أهمها: الوضوح الذي يساهم في فهم المسألة وجلائها عند القارئ، والعلاقة التي تربط بين الأسئلة والأفكار المطروحة مع القضية موضوع النقاش، والعمق الذي يتناول جميع جوانب الموضوع ومتعلقاته، والتوسع وإعطاء التفاصيل، والمنطقية التي تشكل المعنى للمسائل وتبنيها على الأدلة والبراهين والإثباتات. كما تميز تفكيره بأنه مزيج من عدة أنواع من التفكير، فيجمع بين نمط التفكير العلمي، والمنطقي، والناقد، والإبداعي ولكل نمط في التفكير مهاراته المختلفة. أما أهم مهارات التفكير التي ظهرت في كتابات ابن القيم فهي: مهارات التوضيح أو التفاصيل الزائدة، والمرونة، والتمثيل، والتقويم، والاستنتاج، والاستقراء، والاستدلال، والوصف، والمقارنة والتباين، وتحديد الأولويات، والتحليل، وطرح الأسئلة، والتعميم، وتحديد العلاقة بين السبب والنتيجة. وتتمثل أهم التطبيقات التربوية المستفادة من منهج التفكير عند ابن القيم في البيئة التعليمية المحفزة للتفكير، والربط بين الفكرة المعروضة والنقاشات المرتبطة بها، وكذلك العمق في تناول القضايا، والتوضيح والتوسع والإفاضة في تناول الأفكار والقضايا المختلفة، وإستراتيجية تعليم التفكير بالدمج والتكامل مع المحتوى المراد دراسته، وعرض مسائل وقضايا تنمي لدى المتعلم إصدار الأحكام واتخاذ القرارات، وتوجيه المتعلم إلى تحديد خصائص ومكونات الأشياء المتشابهة والمختلفة، من أجل تنمية مهارة المقارنة لديه. (الملخص المنشور)