شبكة المعلومات العربية التربوية

تناولت هذه الدراسة قضية الهوية الثقافية والتحديات التي تواجهها في عصر العولمة، والتوتر بين العالمية والمحلية وبين التقليد والحداثة. إنطلاقا من ذلك، ومن خلال الشعور بتدني مستوى ثقافة طلبة الجامعة في التعامل بجدية مع مفردات العصر، مما قد يؤثر على هويتهم وقيمهم ويؤدي بهم إلى كثير من الصراعات والاضطرابات النفسية، تبلورت مشكلة هذه الدراسة في الكشف عن الاتجاه نحو العولمة وعلاقته بارتباك الهوية الثقافية والاكتئاب لدى طلاب الجامعة. شملت الدراسة 350 طالبا من طلاب جامعة الملك عبد العزيز تراوحت اعمارهن بين 20-24 تمّ اختيارهم من كليات مختلفة أدبية وعلمية. تمّ استخدام مقياس الاتجاه نحو العولمة، مقياس ارتباك الهوية الثقافية، ومقياس الاكتئاب. إتضح من خلال النتائج وجود ارتباط دال بين الاتجاه نحو العولمة وارتباك الهوية الثقافية، وكذلك الاتجاه نحو العولمة والاكتئاب. كما اتضح أيضا وجود ارتباط دال بين ارتباك الهوية الثقافية والاكتئاب لدى طلاب الجامعة في حين تبيّن أن الذكور أعلى من الإناث في الاتجاه نحو العولمة وارتباك الهوية الثقافية، بينما لم توجد فروق بينهما في الاكتئاب. كما اتضّح أن الطلاب مرتفعي ارتباك الهوية الثقافية أعلى من الطلاب منخفضي ارتباك الهوية الثقافية في الاكتئاب، مما يعني أن الذين يعانون من ارتباك في الهوية الثقافية يعانون أيضا من الاكتئاب. من هنا دعت الدراسة إلى التعامل مع العولمة والاستفادة منها دون التأثير على الهوية الثقافية من خلال بناء استراتيجية تربوية لها القدرة على التعامل مع العولمة بصورة إيجابية مع إدراك مخاطرها على الهوية الثقافية، وإعادة التراث الذي يعد المكون الرئيسي للثقافة العربية الإسلامية. (شمعة)