شبكة المعلومات العربية التربوية

تهتم السيكولوجية المعرفية بدراسة الميكانيزمات التي يستطيع من خلالها الإنسان أن يلتقط المعلومات ويعالجها ويضعها في الذاكرة. فهي تدرس الأنشطة الذهنية التي تمنح الإنسان تمثلا داخليا عن المعطيات الخارجية بغرض اتخاذ القرارات. إنطلاقا من هنا حاولت هذه الورقة تسليط الضوء على السيكولوجية المعرفية باعتبارها تقوم على تيارين من التفكير: يرتكز الأول على نظرية "بياجي" التي تعتمد منظورا بيولوجيا لعملية الإدراك، حيث تعتبر الأنشطة الإدراكية امتدادا لعملية التكيف مع المحيط التي يقوم بها كل كائن حي؛ ويعتمد التيار الثاني على نظرية المعالجة الإعلامية، وهو منظور "معلوماتي" لعملية الإدراك، حيث تعتبر الذهن بمثابة نظام لمعالجة المعلومة. من هنا حاولت الورقة الكشف عن المفاهيم المركزية التي جاءت بها النظرية المعرفية مثل: الاستيعاب، الملاءمة، التوازن. كما تمّ التطرق للعوامل المؤثرة على النمو المعرفي والتي شملت: العامل البيولوجي والعامل السوسيو-عاطفي، وعامل التوازن. وقد ختمت الورقة بدراسة مساهمة السيكولوجية المعرفية في البيداغوجية، فقد تبيّن أنّه لا يمكن للسيكولوجية المعرفية أن تقدم حلولا جاهزة للمربي، بل تقدم معلومات دقيقة وعلمية حول الوظيفة الذهنية والنمو المعرفي للطفل التي يمكن أن تجعل من تدخل البيداغوجي أكثر ملاءمة وفعالية. (شمعة)