شبكة المعلومات العربية التربوية

يعرض هذا التقرير نتائج دراسة حالة أجريت على طلاب قبارصة يونان في المرحلة الثانوية وطريقتهم في بناء منظورهم للتاريخ وسط روايات متضاربة. كانت الدراسة استطلاعية في سبيل عمل الباحثة نحو شهادة ماجستير ودكتوراه، وبالتالي فالنتائج المرحلية الواردة في التقرير لها صفة دلالية فقط، ولا تسمح بأي شكل من التعميم. وقد جرت في مدرسة في وسط شبه مدني في نيقوسيا، عاصمة جمهورية قبرص، في تشرين الأول/أكتوبر 2010. شارك فيها 17 طالباً وطالبة من عمر 17-18 سنة. جرى البحث عبر مراحل ثلاث بواسطة بيانات استطلاعية وتداول مجموعتين من الروايات المتضاربة ومقابلات مع مجموعات من المشاركين. وعن طريق الاستعانة بمنهج النظرية المجذّرة تبلورت ثلاث مجموعات من حيث الموضوع: أ) آراء حول التاريخ، ب) التعاطي مع الروايات، ج) المصداقية من حيث العلاقة "بالحقيقة". الاستنتاج العام الأول جاء ليبين الطبيعة "البنائية" لتعاطي الطلاب مع التاريخ. ضمن مجموعة الآراء المتمحورة حول موضوع الآراء حول التاريخ عبّر الطلاب بشدة عن مواقف (تقليدية) في موضوع الفائدة من التاريخ. أما بالنسبة لمجموعة الآراء المتمحورة حول التعاطي مع الروايات فكان هناك تحفظ عام في التعبير عن أجوبة على السؤال حول كيف يكون من الممكن ان تختلف الروايات ولماذا. تنم النتائج عن ان الطلاب كثيرا ما يعتقدون ان الروايات المختلفة قد تكون في وارد قول الشيء نفسه ولكن بطرق وكلمات مختلفة، أو ان الروايات تختلف بسبب الانحياز (المتعمد). وأما بالنسبة لمجموعة الآراء المتمحورة حول المصداقية من حيث العلاقة "بالحقيقة"، ففي حين أظهرت الأجوبة على البيانات الاستطلاعية تأكيدا عاما على استخدام وضعي/ايجابي للتاريخ، أبدى الطلاب خلال الاجتياز عبر المراحل الثلاث عدم ثقة بنمو المعرفة التاريخية وقدرتها على الوصول الى الحقيقة. تشير النتائج بمجملها الى وجود ترابط كبير ما بين معتقدات الطلاب الوجدانية والخلفية الدراسية التي تمرسوا عليها، وهذا يطرح سلسلة من التحديات تستوجب أبحاث متابعة، ويشير الى انه يجب ان يكون بالإمكان تطوير الفهم التاريخي عن طريق تبني مقاربة تربوية منهجية ومتيقّظة. (ملخص المؤلف)