التكنولوجيات الحديثة وتحولات العادات القرائية


En

شهد العقد الأخير من القرن العشرين وبدايات القرن الحادي والعشرين تقدما هائلا في مجال تكنولوجيا المعلومات والحاسبات والإتصالات، بحيث أفرز العديد من آليات تصنيع المعرفة، والمزيد من الوسائل التكنولوجية الحديثة التي جعلت العالم كله عبارة عن قرية صغيرة ينظر إليها من خلال شاشة الحاسوب، كما عبر عنها عالم الإتصال مارشال ماكلوهان، حيث أحدثت مجموعة من التغييرات في هذا العصر، لتشمل كل القطاعات والأنشطة الإقتصادية والصناعية والتجارية والفكرية، ومع التوسع والتطور المستمر للتقنيات الرقمية، يتوقع البعض أن تكنولوجيا المعلومات والإتصالات توشك أن تحدث طفرة نوعية في ممارسة العادات القرائية، وذلك بفضل التوسع الهائل في إستخدام الوسائط المتعددة والنظم الذكية للبحت عن المعلومات وإسترجاعها والتي بواسطتها تُنتج قراءة جديدة يبحر فيها القارئ في فضاء رمزي غير محدود من النصوص والأشكال والأصوات والمؤثرات السمعية والبصرية تُمكن القارئ من التفاعل معها بصورة دينامية، وأصبح بإمكان القارئ الاستفادة من المعرفة دون التقيد ببعض الحواجز الرئيسية كالزمان والمكان. وتناولت هذه الدراسة التحولات التي عرفها فعل القراءة جراء تأثيرات التكنولوجيات الحديثة، ومدى تفاعل القراء مع هذه التحولات، بحيث تطرقت إلى مفاهيم وأساسيات كل من القراءة والتكنولوجيات الحديثة المستخدمة فيها، مبرزة آثار هذه الأخيرة على القراءة ووسائطها، ولقد كانت الدراسة وصفية. وقد خلصت إلى مجموعة من النتائج التي تبين مدى تفاعل القراء مع التحولات التي عرفتها القراءة من جرّاء التأثيرات التكنولوجية الحديثة على مختلف وسائطها. وفي نهاية هذه الدراسة توصل الباحث إلى صياغة جملة من المقترحات التي ترمي إلى تعزيز فعل القراءة الرقمية، والتشجيع عليها لدى الأفراد، من خلال الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة، وتوظيفها في التعلم والتعليم، حتى يتمكن القُراء من تحقيق مختلف إشباعاتهم القرائية. (الملخص المنشور)