التخطيط الإستراتيجي للمعلومات ودوره في دعم قطاع المكتبات في الجزائر


En Fr

إن التطور العلمي والتكنولوجي المذهل الذي حققه المجتمع الإنساني في القرن العشرين قد أثر بفاعلية على أساليب الحياة في كافة المجتمعات المعاصرة، وقد ساهمت تكنولوجيا المعلومات تحديدا في هذا التطور عن طريق تسهيل سرعة الحصول على المعلومات، وسرعة معالجتها واستخدامها في كافة العمليات لمواجهة متطلبات الحياة المعاصرة، أو متطلبات مجتمع المعلومات والمعرفة الذي طرح قيما ومفاهيم وأساليب جديدة وفرض علينا تحديات قاسية، وتنبأ بصراعات جديدة وأبرز أهمية المعرفة واللغة والثقافة، وأصبح تنظيم تدفق المعلومات يمثل أهم ضمانات الاستثمار لصالح المجتمع، ويحتاج تنظيم تدفق المعلومات على المستوى الوطني إلى اتخاذ التدابير اللازمة وفي مقدمتها قطاع المكتبات والمعلومات وما يتفرع عنه من مؤسسات. ويعتبر قطاع المكتبات والمعلومات بالدول المتقدمة العنصر المحرك لخلق الوظائف الجديدة وتنشيط الاقتصاد، ومن المعروف أن لثورة تكنولوجيا المعلومات أهمية كبرى في تطور مختلف القطاعات الاقتصادية، وأن استغلالها في عملية التنمية الوطنية هو مؤشر على تقدم الأمم وجاهزيتها للدخول جنبا إلى جنب مع الدول المتقدمة إلى الألفية الثالثة. ويعتبر مفهوم التخطيط الإستراتيجي من أهم المفاهيم الإدارية التي انتشرت في السنوات الأخيرة وله علاقة بنشاطات المؤسسات فهو عملية توفير إطار عمل مفيد يمكن من خلاله رؤية المهام العديدة المتعلقة بتطوير المؤسسات المعنية بالمعلومات وإدراك العلاقة القائمة بين هذه المهام، كما تبرز أهمية التخطيط الاستراتيجي للمعلومات كمرتكز أساسي لبناء قطاع مكتبات ومعلومات قادر على المنافسة في عصر المعلومات، وفي هذه الدراسة للتخطيط الاستراتيجي للمعلومات، تم التركيز على عناصر التخطيط الاستراتيجي المتمثلة في الرؤية والرسالة والأهداف والقيم التي يسعى إليها التخطيط في مجال العمل المعلوماتي؛ وتحديد العوامل التي تساهم في التطبيق الصحيح للتخطيط الإستراتيجي وتساعد على نجاحه في الإدارات المختلفة؛ وتحديد أهم التحديات والمعوقات التي تحول دون التطبيق الصحيح للتخطيط الاستراتيجي والأخذ بأهم المقترحات لمواجهة المعوقات. وكل ذلك محاولة للإجابة على التساؤل عن ماهية طبيعة التخطيط الاستراتيجي للمعلومات ودوره في دعم قطاع المكتبات. (ملخص المؤلف)