أثر التدريس بطريقتي التنقيب الحواري والتعلم الفردي في تحصيل طلاب الصف الأول المتوسط في مادة قواعد اللغة العربية


En

إنّ من أبرز مشكلات تعليم اللغة العربية التي نحرص على سلامتها مشكلة القواعد ومن أوضح جوانب هذهِ المشكلة، الشكوى الدائمة للطلبة من مادة النحو العربي لضعف قدرتهم على فهمهِ والإفادة من قواعدهِ في تقويم حديثهم وكتابتهم في جميع مراحل التعليم، مما جعل بعض الطلبة يكره مادة اللغة العربية لما يجدونهُ من صعوبة في دراستهم للقواعد. يهدف البحث الحالي إلى تعرّف (أثر التدريس بطريقتي التنقيب الحواري والتعلم الفردي في تحصيل طلاب الصف الأول المتوسط في مادة قواعد اللغة العربية). ونتيجة لتباين النتائج التي توصلت إليها الدراسات السابقة التي سعت إلى الكشف عن أثر طريقة التنقيب الحواري والتعلم الفردي في بعض المواد الدراسية ولمختلف المراحل ارتأى الباحث توضح أثر طريقتي التنقيب الحواري والتعلم الفردي في مادة قواعد اللغة العربية بوصفها العمود الفقري للغة العربية، وقد وضع الباحث الفرضيات الصفرية الآتية: 1) ليس هناك فرق ذو دلالة إحصائية عند مستوى 0.05 بين متوسط تحصيل الطلاب الذين يدرسون قواعد اللغة العربية بطريقة التنقيب الحواري، ومتوسط تحصيل الطلاب الذين يدرسون قواعد اللغة العربية بالطريقة التقليدية. 2) ليس هناك فرق ذو دلالة إحصائية عند مستوى 0.05 بين متوسط تحصيل الطلاب الذين يدرسون قواعد اللغة العربية بطريقة التعلم الفردي، ومتوسط تحصيل الطلاب الذين يدرسون قواعد اللغة العربية بالطريقة التقليدية. 3) ليس هناك فرق ذو دلالة إحصائية عند مستوى 0.05 بين متوسط تحصيل الطلاب الذين يدرسون قواعد اللغة العربية بطريقة التنقيب الحواري، ومتوسط تحصيل الطلاب الذين يدرسون قواعد اللغة العربية بطريقة التعلم الفردي. إختار الباحث بطريقة قصدية (ثانوية رشيد الهجري للبنين) التي تضم أربع شعب للصف الأول المتوسط، مثلت عشوائيا شعبة (أ) المجموعة الضابطة، في حين مثلت شعبة (ب) المجموعة التجريبية الأولى والتي تدرس القواعد بطريقة التنقيب الحواري ومثلت شعبة (ج) المجموعة التجريبية الثانية التي تدرس القواعد بطريقة التعلم الفردي، وقد بلغت عينة البحث 75 طالبا، بواقع 25 طالبا في كل مجموعة من مجموعات البحث الثلاث، كافأ الباحث بين طلاب مجموعات البحث الثلاث إحصائيا باستعمال تحليل التباين الأحادي في المتغيرات الآتية (العمر الزمني للطلاب، ودرجات مادة اللغة العربية في الامتحان الوزاري للصف السادس الابتدائي)، وباستعمال مربع (كا) وتصحيح (يتس) في التحصيل الدراسي للآباء والأمهات)، وبعد أن حدد الباحث موضوعات المادة العلمية التي سيدرّسها في أثناء التجربة بـ(اثنا عشر) موضوعًا أعدّ الخطط التدريسية لها، وعرضها على مجموعة من الخبراء والمتخصصين، وفي ضوء آرائهم أجريت التعديلات اللازمة وأصبحت الخطط جاهزة للتطبيق وعددها 36 خطة تدريسية. ولغرض قياس تحصيل طلاب مجموعات البحث الثلاث في الموضوعات التي درسّها الباحث بنفسه، أعدّ اختبارا تحصيليا بعديا تألف من 30 فقرة اختبارية من نوع الاختيار من متعدد وتكملة جمل، ومثل بجمل مفيدة، وإعراب، عُرضت على مجموعة من الخبراء والمتخصصين للتثبت من صدق الاختبار. ولتحليل فقرات الاختبار وحساب ثباته طبق على عينة بلغت 100 طالب من طلاب مدرسة (متوسطة الرازي للبنين) وبعد تحليل نتائج إجابات طلاب العينة ومعالجتها إحصائيا باستعمال الوسائل الإحصائية المناسبة وجد أن فقرات الاختبار جميعها صالحة ولحساب ثبات الاختبار فقد استعمل طريقة التجزئة النصفية التي عولجت بياناتها باستعمال معامل ارتباط بيرسون الذي صحح بمعادلة سيبرمان-براون فبلغ 0.87 وهو معامل ثبات جيد جداً، وبعد إنهاء التجربة التي استمرت فصلً دراسيا كاملا، طبق الاختبار التحصيلي البعدي على طلاب مجموعات البحث الثلاث وبعد تحليل نتائج إجابات الطلاب ومعالجتها إحصائيا باستعمال تحليل التباين الأحادي ولمعرفة مصدر الفروق بين المتوسطات استعمل اختبار (توكي)، واتضح وجود فرق ذي دلالة إحصائية بين متوسط درجات تحصيل طلاب مجموعات البحث الثلاث ولمصلحة طلاب المجموعة التجريبية الأولى الذين درسوا قواعد اللغة العربية بطريقة التنقيب الحواري، في حين لم يظهر فرق بين طلاب المجموعة التجريبية الثانية الذين درسوا قواعد اللغة العربية بطريقة التعلم الفردي. وفي ضوء نتائج البحث استنتج الباحث أن استعمال طريقة التنقيب الحواري تزيد من حيوية طلاب الصف الأول المتوسط ونشاطهم في مادة قواعد اللغة العربية. وأوصى الباحث بضرورة التنويع في طرائق التدريس المستعملة في تدريس قواعد اللغة العربية مع الاهتمام بطريقة التنقيب الحواري. واقترح إجراء دراسات مماثلة للدراسة الحالية في فرع آخر من فروع اللغة العربية ولمراحل دراسية أخرى. (ملخص المؤلف)