الذكاء الاستراتيجي وعلاقته بإدارة الأزمات لدى مديري المدارس الثانوية


En

يحتل موضوع الذكاء الاستراتيجي مكانا حيويا كونه الأداة الفاعلة لتوجيه المؤسسات التربوية نحو تحقيق أهدافها، والمحافظة على مكانتها العلمية، من خلال تمكين المديرين من قراءة المستقبل، وتنظيم الأفكار وصولا إلى الحلول العلمية للمرحلة القادمة، والتكيف مع المؤثرات الخارجية مع المحافظة على الخصوصية الداخلية . بما أن الإدارات في أي مؤسسة تربوية وتعليمية تشكل الخط الأول في مواجهة الأزمات الداخلية والخارجية للمؤسسة، لذا يبرز فيها دور الذكاء الاستراتيجي في مواجهة هذه الأزمات أو التخفيف من آثارها، إذ أكدت بعض المؤتمرات التي عقدت في وزارة التربية الدور الرئيس للإدارات التعليمية في العراق على مختلف مستوياتها وضرورة تمكنها من مواجهة الأزمات. وأن واجب المدير هو كيفية معالجتها بحكمة ودراية، إذ إن نجاح أي مؤسسة في تحقيق أهدافها في التقدم والنجاح، وتحقيق النتائج لابد له من إدارة فاعلة تكون قادرة على التنسيق بين العناصر المختلفة لتصل بالمؤسسة إلى التكامل المنشود. ومن هنا بدأ الباحثون والأكاديميون يدركون أهمية الذكاء الاستراتيجي للمؤسسات التربوية وسعوا إلى تجسيد منظوراتهم فيه من خلال وضع الحلول اللازمة. فظهرت أهمية هذه الدراسة من كونها تطرح موضوعا جديدا نسبيا في الفكر الإداري المعاصر وخاصة في المجال التربوي، ألا وهو الذكاء الاستراتيجي ومدى تأثيره وارتباطه بإدارة الأزمات. وإستنادا لذلك كانت أهداف البحث الحالي هي التعرف على مستوى العلاقة بين كل من الذكاء الاستراتيجي وإدارة الأزمات لمديري المدارس الثانوية، بعد أن يتم التعرف على كل متغير منهما منفردا، واخيرا التعرف على دلالة الفروق في كل منهما منفردا وفقا لمتغيري النوع والخدمة الإدارية. وتـم إعداد مقيـاس للذكـاء الاستراتيجي بناء على نموذج ماكوبي (Maccoby,2001). كما تبنى استبانة (صالح، 2010) لإدارة الأزمات كونها أعدت لنفس مجتمع البحث الحالي، ويتكون مجتمع البحث الحالي من مجتمعين مديري المدارس الثانوية في محافظة بغداد/ تربيات الرصافة والمجتمع الآخر هو مدرسي المدارس الثانوية. وتكونت العينة من 525 مدرسا ومدرسة في المدارس الثانوية. وتم استخدام عدة وسائل إحصائية في إجراءات الفصلين الثالث والرابع، كان أهمها معامل ارتباط بيرسون والاختبار التائي لعينة واحدة وتحليل التباين الثنائي. ووفقا لنتائج البحث فقد تبين أن عينة البحث من مديري المدارس الثانوية تتمتع بذكاء استراتيجي جيد، كما أنهم متمكنون من إدارة الأزمات . واحتل مجال إدارة (أزمة الرسوب والتسرب) المرتبة الأولى، ومجال إدارة (نقص البنية المدرسية والتجهيزات واللوازم) المرتبة الأخيرة، وكما أسفرت النتائج عن وجود علاقة دالة بين الذكاء الاستراتيجي وإدارة الأزمات، ولم تظهر فروق ذات دلالة إحصائية في كل من الذكاء الاستراتيجي وإدارة الأزمات في متغيري النوع ومدة الخدمة الإدارية. وتبعا لنتائج البحث أوصى الباحث بعض التوصيات كان أهمها هو التأكيد على اختيار القيادات الإدارية وفقا لمعايير ترتبط بقدرات الذكاء الاستراتيجي. وقد اقترح الباحث بعض المقترحات، تتضمن ارتباط الذكاء الاستراتيجي بمتغيرات أو عينات أخرى لم يذكرها البحث الحالي. (الملخص المنشور)