التعرض للخبرة الصادمة الناتجة عن مشاهدة صور الشهداء في وسائل الإعلام وعلاقتها بأعراض الاضطرابات النفسجسمية لدى طلبة المرحلة الثانوية في محافظة الخليل
هدفت الدراسة إلى التعرف إلى العلاقة ما بين التعرض للخبرة الصادمة الناتجة عن مشاهدة صور الشهداء في وسائل الإعلام وأعراض الاضطرابات النفسجسمية لدى طلبة المرحلة الثانوية في محافظة الخليل، وتقصي مستوى كل من هذه المتغيرات والفروق في متوسطاتها تبعاً لمتغيرات: الجنس، مكان السكن، الفرع الدراسي، المعدل في العام السابق، والترتيب الولادي داخل الأسرة. استخدم الباحث المنهج الوصفي الارتباطي، وتكونت أدوات الدراسة من مقياس الخبرة الصادمة ومقياس أعراض الاضطرابات النفسجسمية، وطبق المقياسان على عينة عشوائية عنقودية، ضمت (378) طالباً وطالبة في العام 2020/2021م. أظهرت نتائج الدراسة أن مستوى التعرض للخبرة الصادمة الناتجة عن مشاهدة صور الشهداء في وسائل الإعلام كان مرتفعاً، وأن مستوى أعراض الاضطرابات النفسجسمية وأبعاده كافة كان متوسطاً، وجاء بعد الأعراض النفسية في المرتبة الأولى، بينما جاء بعد الأعراض الجسمية في المرتبة الأخيرة. وأشارت النتائج إلى أنه لا يوجد فروق دالة إحصائياً في التعرض للخبرة الصادمة الناتجة عن مشاهدة صور الشهداء في وسائل الإعلام تعزى لمتغيرات: الجنس، الفرع الدراسي، المعدل في العام السابق، الترتيب الولادي داخل الأسرة، بينما كانت الفروق دالة إحصائياً تبعاً لمتغير مكان السكن بين المدينة من جهة وكل من المخيم والقرية من جهة أخرى لصالح المدينة. كما أظهرت النتائج أنه لا يوجد فروق دالة إحصائياً في أعراض الاضطرابات النفسجسمية وأبعادها كافة تعزى لمتغيرات: الجنس، مكان السكن، الفرع الدراسي، الترتيب الولادي داخل الأسرة، بينما كانت الفروق دالة إحصائياً في بعد الأعراض النفسية تبعاً لمتغير المعدل في العام السابق بين ممتاز من جهة، وكل من جيد ومقبول من جهة أخرى لصالح جيد ومقبول، كما كانت الفروق دالة إحصائياً بين جيد جداً وجيد لصالح جيد، في حين كانت الفروق دالة إحصائياً في أعراض الاضطرابات النفسجسمية وأبعادها كافة تبعاً لمتغير المعدل في العام السابق بين ممتاز وجيد لصالح جيد. وبينت النتائج وجود علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين التعرض للخبرة الصادمة الناتجة عن مشاهدة صور الشهداء في وسائل الإعلام وأعراض الاضطرابات النفسجسمية لدى طلبة المرحلة الثانوية في محافظة الخليل، وجاءت العلاقة طردية موجبة، إذ كلما ازدادت درجة التعرض للخبرة الصادمة الناتجة عن مشاهدة صور الشهداء في وسائل الإعلام ازداد مستوى أعراض الاضطرابات النفسجسمية. وفي ضوء هذه النتائج أوصي بأن يكون هناك مسؤولية اجتماعية وإعلامية تقتضي من وسائل الإعلام عدم نشر صور الشهداء وعدم عرض مشاهد الدم والعنف، الذي يؤدي بدوره إلى إصابة المشاهدين بالخبرة الصادمة وأعراض الاضطرابات النفسجسمية، فضلاً عن أنه يمثل ذلك خروجاً عن قاعدة هامة جداً من قواعد أخلاقيات العمل الإعلامي والصحافي. (ملخص المؤلف)