عوامل تشكيل الإرهاب لدى طلاب المرحلة الثانوية ودور الإدارة التربوية في معالجته – الرياض – المملكة العربية السعودية
من خلال تشريح مصطلح الإرهاب كظاهرة اجتماعية عامة ولدى الطلاب بصفة خاصة، تبيَّن للباحث أنه منتشر جداً بينهم وبصورة مخيفة، وتتمثل هذه الظاهرة في عزوف الطلاب عن مصادر المعرفة، والهروب من سوق الفكر والعلم التي أصبحت إلى حد ما كاسدة لا رواد لها، إلا قليلاً. ومن ثم هدفت الدراسة إلى التركيز على أسباب الظاهرة وظروف تفشيها وانتشارها نتيجة مركبة من أخطاء الأسرة وتقاعس المجتمع، ومن ثم تتداخل هذه العوامل لتصنع طلاباً غير مؤهلين لقيادة المجتمع ولا أعضاء فعالين فيه، إذ انحصر تفكيره في المأكل والملبس والللهو، وزاد في الأمر حدة غياب التربية الأسرية عندما تناست الأسرة دورها نحو الأولاد رعاية وتوجيهاً، واختزلت علاقتهم بالأسرة في الانتماء إليها والاعتماد عليها في حاجاتهم فقط. كما ساهمت مؤسسة المجتمع في هذه الظاهرة؛ إذ قلَّت المنتديات العلمية والفكرية النافعة، واكتفت المؤسسات الأكاديمية بتخريج (أنصاف المتعلمين) وأصحاب النظرة الضيقة والأفق المحدودة، لا يعنيهم المستقبل ولا يستشرفونه، ولا يرون أبعد من أنوفهم. وقد زاد تعقيد هذه الظاهرة في ظل الانفتاحية العالمية وظهور ثورة الاتصالات ودخول وسائل الإعلام الحديثة كالتلفاز والإنترنت، وغيرها، كمرب له أثره ودوره في صناعة الأفكار وتوجيه الاهتمامات عند الطلاب، فيتلقفون كل ما يسمعونه ويشاهدونه، ويحاولون عبثاً تقليده، وهم خلو تماماً من القدرة على التصدي لموجات الفتنة وآفات الفكر. كما اشتملت الدراسة على: الإطار النظري الذي تضمن معنى الإرهاب ومفهومه، وكذلك عوامل تشكيله لدى طلاب المرحلة الثانوية ، ومن ثم إجراءات الدراسة من حيث مجتمع الدراسة وعينتها، وأداتها، وهدف الاستبانة، وتحديد مصادرها، ومدى ثبات وصدق الاستبانة ظاهرياً. (ملخص المؤلف)