إستراتيجيات توظيف الوعي الفونولوجي في مهارة القراءة والكتابة : السنة الأولى والثانية من السلك الابتدائي أنموذجا


En

يهدف هذا المقال إلى تسليط الضوء على استراتيجيات توظيف الوعي الفونولوجي في تطوير مهارات القراءة والكتابة لدى متعلمي السنة الأولى والثانية من التعليم الابتدائي، من خلال استعراض دوره في تسهيل الربط بين المنطوق والمكتوب، مما يمكن الأطفال من فك شفرات النصوص المكتوبة وتحقيق الطلاقة القرائية والكتابية. كما أنه يناقش تأثير استراتيجيات التعليم الحديثة، لا سيما الطريقة المقطعية في تعزيز هذه المهارات. وقد انطلقت في تسليط الضوء على هذه الاستراتيجيات، من مجهودات الباحثان مصطفى بوعناني وعلاء يوسف الكحلوت من خلال اعتمادهما على دراستين ميدانيتين أجريتا في المغرب وقطر، بحيث استهدفتا عينة مكونة من مئة وعشرين متعلما من السنتين الأولى والثانية من التعليم الابتدائي. وتم قياس تأثير الوعي الفونولوجي على تعلم القراءة والكتابة عبر مجموعة من الاختبارات التي شملت مهارات رصد الكلمات والمقاطع والقوافي. وأكدت النتائج على أن امتلاك الطفل للوعي الفونولوجي يرتبط ارتباطا وثيقا بتطوره في مهارتي القراءة والكتابة. كما أظهرت دراسة الباحثان تباينا في المناهج والخطط التعليمية بين المغرب وقطر، حيث لم يتم تفعيل الطريقة المقطعية بالشكل الكافي، مما انعكس سلبا على مستوى اكتساب الأطفال لمهارات القراءة والكتابة، إلى جانب أن نتائج الدراسة قد كشفت عن صعوبات متشابهة يواجهها الأطفال في كلا البلدين، مما استدعى اعتماد استراتيجيات تعليمية أكثر فاعلية لدعم تعلمهم. ومن بين الاستراتيجيات الفعالة التي تناولها المقال، استراتيجيتا التكرار والانطباع العصبي باعتبارهما عاملين حاسمين في تعزيز الوعي الفونولوجي وتحسين اكتساب القراءة والكتابة. إن التكرار يسهم في ترسيخ المقاطع الصوتية والكلمات داخل الذاكرة طويلة المدى، مما يساعد الأطفال على التعرف السريع على الكلمات وفهم بنيتها الصوتية. أما الانطباع العصبي، فيعتمد على إشراك المتعلم في عملية القراءة باستخدام حواسه المختلفة، مما يعزز انتباهه ويزيد من قدرته على تحليل الأصوات والمقاطع اللغوية بفعالية. لقد خلص المقال إلى أن الوعي الفونولوجي يمثل عنصرا أساسيا في تحسين تعلم القراءة والكتابة لدى المتعلمين الصغار، وأن الطريقة المقطعية يمكن أن تسهم في تحقيق نتائج إيجابية إذا تم تفعيلها بشكل منهجي ودعمها باستراتيجيات تعليمية فعالة، مثل التكرار والانطباع العصبي. ومع ذلك، يظل التساؤل مفتوحا حول مدى كفاية الطريقة المقطعية وحدها، وما إذا كان من الضروري دمجها مع أساليب أخرى لضمان تحقيق نتائج أكثر فاعلية في تعلم القراءة والكتابة لدى الأطفال. (الملخص المنشور)