أثر التعليم الهجين في تحسين العملية التعليمية في الجامعة الجزائرية


En

تهدف هذه الدراسة المعمقة إلى تسليط الضوء بشكل شالم على نمط التعليم الهجين، وهو نموذج تعليمي مبتكر يجمع بين الأصالة التي يمثلها التعليم الحضوري والتطور التكنولوجي الذي يتجلى في التعليم عن بعد عبر وسائطه الرقمية المتنوعة في ظل سعي الجامعات المستمر لتحقيق قفزات نوعية في جودة التعليم ومخرجاته لقد أحدث اعتماد هذا النمط التعليمي تغييراً جذرياً في كيفية سير العملية التعليمية إذ لم يعد الطالب مجرد متلق سلبي للمعلومات، بل أصبح محورا نشيطاً يشارك بفاعلية في بناء معرفته، حيث يوفر التعليم الهجين للطالب مزيدا من التحكم والمرونة في مسيرته التعليمية، مما يساعده على التوفيق بين التزاماته المختلفة وسرعته الخاصة في التعلم. على صعيد آخر، لم ينج دور لأستاذ الجامعيمن هذا التحول العميق، بل تطور ليكتسب أبعاداً جديدة ومستويات أعلى من التفاعل والتأثير، لم يعد الأستاذ هو المصدرالوحيد للمعرفة، بل أصبح مرشداً وميسراً للعملية التعليمية، مستخدماً أدوات تكنولوجية متقدمة لتصميم تجارب تعليمية تفاعلية وجذابة وقد منحته هذه النقلة مجموعة متنوعة من المهارات التكنولوجية الضرورية للتواصل الفعال مع الطالب في البيئات الرقمية، وتقديم محتوى تعليمي مبتكر ومتنوع يلبي احتياجات المتعلمين المختلفة. تهدف هذه الورقة البحثية إلى استكشاف نشأة وتطور مفهوم التعليم الهجين، مع تسليط الضوء على الأهمية الكبيرة التي يكتسبها هذا النمط التعليمي لكل من الطالب والمعلم، كما نصل إلى التأثير الإيجابي الشامل الذي يحدثه على العملية التعليمية ككل، إن التعليم الهجين، بفضل مميزاته الفريدة، يشكل بالفعل حلقة وصل قوية تربط بين الأصالة والتفاعل المباشر الذي يوفره التعليم التقليدي، وبين المرونة وسهولة الوصول التي يقدمها التعليم الإلكتروني الحديث. وهذا ما يجعله خيارا استراتيجيا للمؤسسات التعليمية الجزائرية في القرن الحادي والعشرين. (الملخص المنشور)