تأثير التحول الرقمي على تطور سياسات التعليم عن بعد في الجزائر
تم في هذه الدراسة تسليط الضوء على واقع سياسات التعليم عن بعد في الجزائر من حيث تتبع مسار تطورها خاصة في ظل البيئة الرقمية، التي فرضت مجموعة من التحديات على سياسات التعليم العالي للانتقال نحو التعليم الرقمي، واستغلال التطور الحاصل في تكنولوجيا الاعلام والاتصال، من جهة أخرى تهدف الدراسة إلى فهم طبيعة التحول الرقمي من خلال التطرق إلى متطلباته التقنية والتنظيمية والثقافية وكيف أثر على أنماط التعليم عن بعد في الجزائر التي تعتبر سياسة عامة تمر بكل مراحل تخطيط السياسات العمومية من رصد للمشكلة المجتمعية إلى برمجتها في الأجندة السياسية إلى طرح بدائل متعددة، إذ يعتبر التوجه نحو سياسات التعليم عن بعد في صورتها المتطورة التعليم الرقمي، البديل الذي يحقق تعظيم المنفعة بالنسبة لصانع القرار العمومي لنخلص في النهاية إلى تقييم تجربة الجزائر في سياسات التعليم عن بعد في ظل البيئة الرقمية والتي نراها تجربة حديثة نسبيا بدأت في البروز مع تداعيات جائحة كورونا، وإنها تواجه مجموعة من التحديات والصعوبات تتعلق بصعوبة الاندماج والتكيف مع مفهوم البيداغوجيا الافتراضية بالنسبة لجميع أطراف العملية التعليمية وبيئتها، وتفتقر للبنية التحتية التكنولوجية كما أنها تتميز بضعف مستوى التكوين لأطراف العملية التعليمية للتعالم والتفاعل مع التعليم الرقمي، إلى جانب افتقارها إلى دراسات نفسية واجتماعية تؤسس لثقافة التعليم الرقمي قبل البدء بتنفيذها، كما أن التفكير في توفير المتطلبات التشريعية التي تنظم التحول الرقمي بسلاسة في التعليم العالي يعد ضرورة ملحة لحماية الأفكار وضمان الأمن المعلوماتي. (الملخص المنشور)