التحول الرقمي وأثره على أداء الأساتذة الجامعيين : دراسة ميدانية على أساتذة قسم علم الاجتماع بجامعة الجلفة
يشهد العالم المعاصر نقلة نوعية في مسار التحول الرقمي الذي أضحى محوراً جوهرياً يؤثر على مختلف ميادين الحياة، ومن بينها التعليم العالي. تهدف هذه الدراسة الميدانية إلى استقصاء تأثير التحول الرقمي على أداء الأساتذة الجامعيين بقسم علم الاجتماع في جامعة الجلفة. يتجسد هذا التحول في تبني تقنيات متطورة تشمل التعليم الإلكتروني، والمنصات الرقمية لإدارة العملية التعليمية، وأدوات البحث الحديثة، ما يخلق بيئة تجمع بين الفرص الواعدة والتحديات المعقدة. كشفت نتائج الدراسة أن التحول الرقمي يسهم بشكل ملحوظ في تعزيز الكفاءة الأكاديمية، إذ يسهّل إدارة الوقت، ويوفر وصولا أسرع وأشمل إلى المصادر العلمية، ويعزز التفاعل بين الأستاذ والطالب. ومع ذلك، تبرز تحديات تتعلق بضعف التأهيل التقني للأستاذة، وقصور البنية التحتية الرقمية، وغياب الدعم المؤسسي الفعّال ما يستدعي حلولاً استراتيجية لتحقيق أقصى استفادة من هذا التحول. إن تعظيم الفائدة من التحول الرقمي يتطلب تبني مقاربة شمولية تربط بين الأبعاد التقنية والبشرية والتنظيمية، مع إيلاء أهمية خاصة لتأهيل الكادر الأكاديمي ودعمه في مواجهة التحديات المرتبطة باستخدام التكنولوجيا. ومن هنا، يتضح الدور الحيوي للمؤسسات الأكاديمية في بناء ثقافة رقمية مستدامة تسهم في تحقيق التميز الأكاديمي والارتقاء بمستوى التعليم الجامعي. وكذا تنظيم ورش عمل وبرامج تدريبية متخصصة تهدف إلى تنمية المهارات التقنية للأساتذة، مما يضمن تعزيز قدراتهم على استخدام الأدوات الرقمية بفعالية في العملية التعليمية. (الملخص المنشور)