الصور الوالدية عند المراهق المدمن على المخدّرات : دراسة عيادية
تمثّل الصّور الوالدية تصوّرات لا شعورية تتشكل من العلاقات الواقعية والهوامية الأولى بين الطفل ووالديه، فيتمّ استدخالها لتصبح ضمن مواضيعه الداخلية، وعند بلوغ المراهقة فإن الفرد يسعى إلى تحقيق ذاتيته واستقلاليته عن والديه، فتبرز حينئذ تلك الصّور، فإن كانت مريحة ومُطمئنَة فإنّ ذلك يشعره بالأمان ويساعده على تحقيق توازنه النفسي والإجتماعي أمّا إن كانت محبطة ومقلقة فإن المراهق سيعمل على تجنّبها ويسعى للتخلص من التبعية لها وهذا ما قد يدفعه إلى الوقوع في التبعية لمواضيع خارجية كالمخدّرات التي يدمن عليها. تهدف هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على الصور الوالدية لدى المراهق المدمن على المخدّرات بغرض الكشف عن طبيعتها من خلال عرض حالتين عياديتين. وللتّحقق من فرضية الدراسة، استخدمنا المنهج العيادي وأدوات بحث متمثّلة في مقابلة عيادية نصف موجهة واختبار الرورشاخ. أظهرت نتائج هذه الدراسة أن المراهق المدمن على المخدّرات يمتلك حياة داخلية فقيرة تميّزها صور والدية مقلقة أو محبطة؛ وأنّ المخدّرات تمثّل بدائل تعويضية تسمح له بتجنّب تلك الصور. (الملخص المنشور)