التربية على التنوير عند إيمانويل كانط
تعَدّ فلسفة إيمانويل كانط تنويرية بالمعنى الذي يجعلها تستهدف تحرير العقل من الوصاية عبر تعزيز الركائز الأساسية للتنوير: العقلانية، الفكر النقدي، الحرية، والأخلاق. في مقالته ما التنوير؟ يبرز كانط أهمية التنوير بوصفه مشروعا لتحرير الإنسان وإعمال العقل، ويرى أن التربية هي الوسيلة الأساسية لتحقيق هذا الهدف، بحيث أشار في مؤلفه المشكل من ثلاثة نصوص إلى أن "الإنسان لا يصبح إنسانا إلا بالتربية"، مؤكدا أن التربية تهدف إلى تنمية العقلانية والحرية وتعزيز الشعور بالقيمة الأخلاقية. إن التربية، وفقا لكانط، لا تنفصل عن التنوير، بل يجب أن تكون وسيلة لتنمية الإنسان الحر والعاقل. وقد دافعت حركة التنوير عن العقلانية كوسيلة لتأسيس الأخلاق والمعرفة بعيدا عن الدين، بحيث اعتبر كانط أن التنوير يتمثل في رفع الوصاية عن العقل، وهو ما دعا إليه في معظم مؤلفاته، محولا التربية والتنوير إلى مشروع مجتمعي يسعى إلى تعليم التفلسف وتوسيع قاعدة التفكير النقدي الحر. يهدف هذا البحث إلى دراسة مفهوم التربية على التنوير عند كانط، من خلال توضيح العلاقة بين التربية والتنوير، وإبراز أسسهما في فلسفته. كما يحاول الإجابة عن سؤالين أساسيين: هل يمكن تحقيق التنوير دون التربية كوسيلة؟ وعلى أي أسس يمكن تحقيق هذه الغاية؟ ينطلق البحث من فرضية أن التنوير لا يمكن أن ينتشر دون تعليم المجتمع وتربيته على التفلسف واستخدام العقل النقدي الحر، معتمدا على أسس تشمل العقلانية، الحرية، وبناء الشخصية الأخلاقية. (الملخص المنشور)