القيم، والتعليم، والمستقبل


En

تتمحور أهداف هذه الورقة البحثيّة حول مُعالجة "مسألة الأخلاق" معالجة عقلانية ونقديّة قصد إدراجها صُلب المباحث الاستشرافيّة الحديثة والمناهج التعليميّة والشروع في إنجاز هذا المشروع النقدي الأخلاقي. لذلك، سعى مؤلّف هذا المقال، إلى الإعلان عن وجود قصور في النموّ الأخلاقي الذي يتطلّب جملة من الحلول والبدائل تتمحور أساسا حول إنشاء مؤسسات ترتكز على "التربية الأخلاقية" قصد تكييف سلوك الإنسان وتوجيهه نحو بناء مستقبلات مرغوب فيها. ويقترح أيضا، صناعة منظومة أخلاقيّة جديدة تعتمد على مناهج تقوم على مبدأ الالتزام الأخلاقي القائم على مُجادلة المسائل المطروحة مُجادلة عقلية ونقدية قصد البناء والتجاوز. ومن ثم، يفتح مؤلّف هذا المقال مجال النقاش واسعا حول سّبل انخراط العلماء والباحثين لإخضاع مختلف الدراسات العلميّة والبحثيّة للمساءلة الأخلاقيّة وبناء رؤية مستقبليّة جديدة ترتكز على جملة المحفّزات المعتمدة على الطرق الأخلاقيّة الصحيحة لتوجيه المستقبل وإدارته. ولا شكّ في أنّ الكاتب أشار في مناقشة مثل هذه المسائل إلى النظريّة العواقبيّة التي تسعى إلى تعديل السلوك وتقويمه من خلال ربط الأفعال الجيدة بالنتائج المرغوب في تحقّقها مستقبلا. كما بحث في أصول القيم وصنّفها إلى أصول بيولوجيّة باعتبار أنّ الأخلاق هي انعكاس مباشر للتركيبة البيولوجيّة والذهنيّة للفرد، وأصول اجتماعيّة حيث أنّها تنشأ عبر التفاعل الاجتماعي والعيش الجماعي. وعلى هذا النحو، ينظر هذا المقال في سُبل اكتساب الأفراد للقيم عبر البحث في آداب الأخلاق وفتح منافذ التواصل مع الآخر بحريّة وتشاركيّة وإخضاع مختلف الدراسات العلميّة والبحثيّة للمساءلة الأخلاقيّة في زمن تلاشت فيه منظومة القيم. إنّه يؤسّس لبناء الفكر المشترك مع مختلف الشرائح على المدى البعيد من خلال إستراتيجيات تبادل المعلومات المستقاة من التحليل العقلي وتعزيز الخطاب الأخلاقي المنفتح على ثقافة الاختلاف والملتزم بمعايير الاحترام العائلي. يدعو الكاتب إذن إلى التفكير في الأساليب المعتمدة لتقييم منظومة القيم ومواجهة انهيار الفلسفة الأخلاقيّة المعاصرة. (الملخص المنشور)