دور الترجمة في تعليم اللغة العربية لدى الناطقين بغيرها
لا شك أن الترجمة من وإلى اللغة العربية من الفنون الجميلة التي ازدهرت وبلغت ذروة كمالها منذ القدم وحتى العصر الحاضر، وقد ازدادت أهمية الترجمة في عصرنا الحديث خاصة بسبب العولمة، فقد سهلت الترجمة نقل المعلومات والأخبار من جهة إلى أخرى في أقصر وقت ممكن، ولذلك فإن الترجمة لها أهمية ومكانة وقدسية كبيرة بين الناس، فالترجمة وسيلة لنقل ثقافات وحضارات الأمم العالمية وعاداتها وطقوسها وتقاليدها من لغة إلى أخرى، كما أنها وسيلة لإقامة التعاملات والتعاون التجاري والصناعي والعسكري والدبلوماسي بين دولتين أو أكثر، كما أنها وسيلة عظيمة لإثراء اللغة وتطويرها بثقافات وحضارات مختلفة حول العالم، ومن خلالها يتعلم الناس الكثير من المعلومات والأفكار، ولذلك أصبحت الترجمة بمختلف أنواعها هي المحور الرئيسي في أي منهجية لتعليم اللغات الأجنبية، إلا أنها تتطلب من المترجم مزيداً من المهارة والبراعة والممارسة لفترة طويلة لإتقانها والوصول إلى أعلى أهدافها خاصة في مجال التعليم. وعلى هذا الأساس يهدف هذا البحث إلى تسليط الضوء على أهمية الترجمة في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، ومدى فاعليتها واستجابتها في تلبية احتياجات المتعلمين غير الناطقين بها. وقد استخدم الباحث المنهج الوصفي لملاءمته لطبيعة الدراسة. وتوصلت نتائج هذه الدراسة إلى أن تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها باستخدام الترجمة كوسيلة له أثر إيجابي في تنمية الثروة اللغوية لدى المتعلمين. كما أن استخدام أسلوب النحو والترجمة أثناء التدريس يطور عدداً كبيراً من المفاهيم والمصطلحات المستخدمة في الحديث عن اللغة، ووجد العديد من الطلاب أنه مفيد عملياً طوال الحياة. كما أن العديد من الذين تعلموا بهذه الطريقة كانوا أكثر قدرة من غيرهم على القراءة والكتابة في اللغة المستهدفة أحياناً في المراحل الأولى من تعلم اللغة. ويحتوي هذا البحث على مقدمة، وبيان موجز عن الترجمة وأهميتها، وأثر ومبررات أسلوب النحو والترجمة في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها. (الملخص المنشور)