طبيعة الحدث الصادم وتأثيره على علاقة أنماط التعلق بنمو ما بعد الصدمة لدى عينة من مرضى السرطان والأصحاء


En

هدفت الدراسة إلى كشف الدور المعدل لطبيعة الحدث الصادم في العلاقة بين أنماط التعلق ونمو ما بعد الصدمة، وذلك على عينتين مختلفتين؛ أحدهما مكونة من 250 مشاركا من طلاب الجامعة (من الفئة العمرية 18-23 سنة، بمتوسط عمري 19.85 وانحراف معياري 1.22) ممن تعرضوا لحدث صادم وتأثروا به بدرجة كبيرة لتمثل عينة الأصحاء، والأخرى من 90 مشاركا من مرضى السرطان (من الفئة العمرية 18-70 سنة، بمتوسط عمري 39.66 وانحراف معياري 13.38). تم اختيارهم ليمثلوا عينة الدراسة النهائية وليجيبوا على أداتي الدراسة عبر أداة التقرير الذاتى لقياس كل من أنماط التعلق ونمو ما بعد الصدمة. وبمقارنة نتائج معاملات الارتباط بين العينتين أظهرت النتائج وجود فروق دالة بينهما، حيث كشفت نتائج معاملات الارتباط عن وجود علاقة ارتباطية بين أنماط التعلق ونمو ما بعد الصدمة أقوى لدى عينة مرضى السرطان (ر = 0.75، ر = 0.66-، ر = 0.34-) عند مستوى دلالة (0.01) لكل من نمط التعلق الآمن، والقلق، والتجنبي على التوالي مقارنة بـ (ر = 0.37، ر = 0.17- [عند مستوى دلالة 0.01]، ر = 0.03- [غير دالة]) لدى عينة الأصحاء. كما أظهرت نتائج معاملات الانحدار وجود تأثير موجب لنمط التعلق الآمن على نمو ما بعد الصدمة لدى كل من مرضى السرطان والأصحاء، ومن ثم عدم وجود فروق دالة بينهما. أظهرت وجود تأثير سلبي لنمط التعلق القلق على نمو ما بعد الصدمة لدى كل منهما، لكن الفروق بينهما كانت دالة حيث كان حجم التأثير لدى عينة مرضى السرطان أكبر. وأظهرت كذلك وجود تأثير سلبي لنمط التعلق التجنبي على نمو ما بعد الصدمة لدى عينة مرضى السرطان فقط لتسفر بذلك عن وجود فروق دالة بينهما على الرغم من ضآلتها. والنتائج التي أسفرت عنها هذه الدراسة من حيث تأثير أنماط التعلق على نمو ما بعد الصدمة من الممكن أن تحدد آثار ما بعد الصدمة وتساعد في علاج ضحايا الأحداث الصادمة، لتخلص بذلك إلى ضرورة التأكيد على دراسة مزيد من العوامل المؤثرة في الدراسات المستقبلية، ودقة الإجراءات المنهجية. (الملخص المنشور)