أثر الخلفية الإجتماعية للطلبة على زيادة الإقبال لإكمال التعليم العالي في المجتمع الفلسطيني


En

تناول هذا البحث موضوع أثر الخلفية الإجتماعية للطلبة على إكمال التعليم العالي في المجتمع الفلسطيني، وقد ظهر من خلال دراسة مشكلة وتساؤلات هذا البحث أن السبب الأول والأعلى في قيمته كدافع للإلتحاق ببرامج الدراسات العليا لدى الطلبة الفلسطينيين هو العامل المهني، بالإضافة الى ذلك فقد تبين من خلال الإجابة على تساؤلات هذا البحث أن عدد التخصصات في برامج الدراسات العليا في الجامعات الفلسطينية في توسع مستمر وبشكل لا يتناسب مع الإحتياجات العملية اللازمة في داخل هذا المجتمع ويتضح من ذلك عدم وجود توازن بين برامج الدراسات العليا وبين عدد الطلبة الملتحقين بها، كما ظهر أن عدد طلبة الدراسات العليا في مختلف الجامعات الفلسطينية كبير، وغير مطلوب وجود العديد من العوامل الدافعة والمؤثرة أكثر من غيرها على التحاق الطلبة مقارنة بالحاجة العملية له، وظهر أيضا بهذه البرامج كالرغبة بالحصول على مركز عملي واجتماعي أكثر من الدافع التعليمي، كما ظهر عدد من التغييرات التي تطرأ على الطلبة الملتحقين ببرامج الدراسات العليا بعد حصولهم عليها بشكل سلبي، وهي زيادة عدد الخريجين، وازدياد نسبة البطالة، وتحديدا البطالة الأكاديمية مقابل عدم توفر الكوادر المهنية الأخرى المطلوبة لدى المؤسسات العاملة داخل هذا المجتمع وظهر وجود بعض من التحديات التي تواجه برامج الدراسات العليا والإحتياجات اللازمة لهذه البرامج المختلفة وتحديدا التخصصات التطبيقية؛ نظرا لقلة عددها لأسباب مادية مقابل الكم الهائل من التخصصات الإنسانية. لقد تم إجراء هذا البحث على عينة موسعة من طلبة الدراسات العليا الملتحقين في هذه البرامج في داخل الجامعات الفلسطينية تحديدا في جامعات مناطق الشمال من المجتمع الفلسطيني ممثلة لطلبة الدراسات العليا وهي جامعة النجاح الوطنية، وجامعة بيرزيت ممثلة لطلبة الدراسات العليا في مناطق الوسط من المجتمع الفلسطيني، وجامعة القدس أبو ديس ممثلة لطلبة الدراسات العليا في المناطق الجنوبية من هذا المجتمع، وقد تكونت عينة هذا البحث من 900 مفردة من فئة طلبة الدراسات العليا الملتحقين بهذه الجامعات خلال هذا العام الجامعي 2018-2019 بحيث تم توزيع نسب متساوية لهذه العينة وهي 300 مفردة على كل جامعة من الجامعات المذكورة، وقد ظهر أن غالبية الملتحقين بهذه البرامج هم من الذكور والعاطلين عن العمل وغير المتزوجين وذوي العمر المتوسط وذوي المعدلات الجيدة فقط، بالإضافة إلى كون غالبيتهم من أبناء المناطق الريفية أكثر من غيرهم وذوي التخصصات بشكل كبير مقارنة بالتخصصات التطبيقية القليلة جدا من أفراد الطبقات المتدنية الدخل والمتوسطة بشكل واضح، ربما يرجع ذلك إلى الرغبة الشديدة لدى الطلبة في التحسين من حالة المجتمع الفلسطيني الموجودة حاليا في الفئات المذكورة وأسرها. كما ظهر أيضا أن عوامل الخلفية الإجتماعية جميعها لها تأثير واضح على التحاق هذه الفئة من الطلبة ببرامج الدراسات العليا المختلفة وخاصة من التخصصات الإنسانية مقارنة بغيرها، فظهر أن هناك علاقة قوية بين الجنس، والعمر، والحالة الإجتماعية، ومكان السكن وطبيعة العمل، والتخصص التعليمي، والمعدل التراكمي للطلبة، ومقدار الدخل الشهري لأسرهم على التحاقهم بهذا النوع من الدراسات. كما ظهر أن دوافع التحاق الطلبة بالدراسات العليا في الجامعات الفلسطينية قد جاءت للعوامل المهنية المتعلقة بتحسين ظروف العمل كحد أعلى، تلتها العوامل الإقتصادية المتمثلة بزيادة مستويات الدخل، ثم جاءت العوامل الإجتماعية لاحقا لها، والمتمثلة بالمركز الإجتماعي للشخص، وتراجعت العوامل التعليمية المتعلقة برفع المستوى التعليمي لأدنى درجة من تلك العوامل المدروسة كدوافع لإلتحاقهم بالدراسات العليا. وقد أوصى الباحث في النهاية بعدد من التوصيات المهمة على المستوى الخاص والعام، كان من أهمها ضرورة التوازن بين التخصصات التعليمة الإنسانية، والتطبيقية للطلبة والجامعات أيضا والإنتباه الى الإهتمام بالجانب التعليمي أكثر من الجوانب الأخرى الإقتصادية، والإجتماعية، والمهنية، بالإضافة الى ضرورة العمل على دراسة وضع المجتمع الفلسطيني من جديد قبل افتتاح أي برنامج تعليمي من هذه البرامج في أي جامعة كانت قديمة أم حديثة النشأة، وعامة أو خاصة، والعمل على افتتاح تخصصات تعليمية نوعية. (الملخص المنشور)