الابتكار وأهميته في ثراء البحث العلمي
تحدثتُ في بداية البحث عن الدلالات اللغوية لمعنى الابتكار، مجيبا عن عدد من الأسئلة المتعلقة به، وهي: لماذا الابتكار؟ ولماذا نهتم به؟ ونطالب به وندعو إليه؟ ومن خلال الإجابة عن الأسئلة المتقدمة يتبين أهمية الابتكار، وأنه ضرورة ملحة لنا في حياتنا العلمية والبحثية. مبينا أن في الابتكار توظيفا لطاقات العقل وقدراته التي منحها الله إياه، وهي قدرات لا حد لها، ولكنها بحاجة إلى من يستثمرها، ولن يكون ذلك إلا إذا أطلقنا العنان لأنفسنا ولأبنائنا ولطلابنا لكي يبدعوا ويبتكروا في كافة المجالات، وكل التخصصات. كما أن الابتكار استجابة لكثير من الآيات القرآنية التي تأمر بالتفكر، وباستخدام العقل والنظر، ويكفي أن نعلم أن الغرض الرئيس من نزول القرآن الكريم هو التدبر، والتدبر عملية ذهنية علمية تقوم على الاستنباط الدائم، وعلى الأفكار المتجددة، فهو من الابتكار في الصميم. ومن ثم يتجه البحث إلى بيان توظيف الابتكار في البحث العلمي ، مبينا أن له أثرا فاعلا في ثراء البحث العلمي، فمن خلال الابتكار تتجدد العلوم، وتتولد الأفكار، ونقضي على الأفكار المكررة التي أكل عليها الدهر وشرب، ومن التبعية العلمية في الأفكار البحثية، وفي الآراء العلمية، مؤكدا على ضرورة أن نفتح المجال فسيحا أمام طلاب الدراسات العليا وطالباتها ليحلقوا في سماء الابتكار، في جميع مجالاته المتعددة، مبينا العواقب الحميدة التي ستعود على البحث والباحثين وعلى الوطن بأسره حين ننطلق من الابتكار ونوظفه في البحث العلمي في جميع المجالات، وكل في تخصصه، وبيان الجهات المسؤولة عن الابتكار في البحث العلمي على مستوى الأفراد والمؤسسات التعليمية والبحثية. (ملخص المؤلف)