أثر النمط القياديّ لمديريّ صفوف الحلقة الثالثة في الأداء الوظيفيّ للمعلمين : دراسة على عينيّة من المدارس الخاصة غير المجانيّة في مدينة زحلة


En

هدف هذا البحث إلى دراسة تأثير النمط القياديّ للمديرين في الأداء الوظيفيّ للمعلّمين في 13 مدرسة خاصّة غير مجّانيّة في مدينة زحلة. لتحقيق هذا الهدف، أجرى الباحث دراسة حول الأنماط القياديّة، مع التركيز على الديمقراطيّ، الأوتوقراطيّ، والاسترساليّ. أظهر الباحث أهمّيّة دور المدير القائد في تحفيز المعلّمين وتوفير البيئة المناسبة للعمل، من خلال النمط القياديّ الذي يتّبعه والتواصل الفعّال مع الجميع، بما في ذلك المعلّمون والنظّار. تطرّق البحث أيضًا لأهمّيّة القيادة المدرسيّة واختلاف النظريّات المتعلّقة بها، مبيّنًا أنّ كلّ نظريّة لها جوانب إيجابيّة وسلبيّة، وبالتالي يجب اختيار النظريّة المناسبة لكلّ موقف بدلّا من التمسّك بنظريّة واحدة فقط. واستعرض الباحث أيضًا أهمّيّة الأداء الوظيفيّ وعلاقته بأنماط القيادة، حيث وجد أنّ تحسين الأداء يسهم في تطوير المؤسّسة وزيادة فرص التميز. وأكّد أنّ الرضا الوظيفيّ يلعب دورًا حاسمًا في تعزيز الإنتاجيّة وتحقيق أهداف العاملين والمؤسّسة. ولتحقيق أهداف البحث والتأكّد من صحّة الفرضيّات، قام الباحث باعتماد استبيانين تمّ توزيعهما على 13 مديرًا و148 معلّمة ومعلّمًا، بالإضافة إلى مقابلات مع المديرين والنظّار، في مجتمع الدراسة بهدف تقديم مقاربة ميدانيّة إحصائيّة للنمط القياديّ للمدير وكذلك للأداء الوظيفيّ للمعلّمين، وهذا يعني أنّ المنهج المعتمد في هذا البحث هو المنهج الوصفيّ التحليليّ. وقد تبيّن من خلال النتائج الإحصائيّة أنّ البحث قد أعطى نتائج ممتازة، وأنَّ الأساليب الإحصائيّة التي اعتمدها الباحث كانت مناسبة، وجاءت الفروق دالّة إحصائيًّا بين مكوّنات البحث والآراء التي تطرح حولها، والعمليّات التي تتضمّنها والآثار التي تحدّها. وتمكّن الباحث من التعرّف إلى الأنماط القياديّة السائدة لدى مديري المدارس في منطقة مجتمع الدراسة وكشف العلاقة بين الأداء الوظيفيّ للمعلّمين والنمط القياديّ المتّبع في هذه المدارس. تبيَّن للباحث أنَّ الأغلبيّة الساحقة من المديرين يقدّمون أداءً ديموقراطيًّا في وظائفهم، بنسبة 80.4%. وتشير الدراسة أيضًا إلى أنَّ الإناث يشكّلن أقلّيّة في هذا السياق بنسبة 15.4%. وتدلُّ النتائج على أنّ 87.2% من مجموع المعلّمين المشاركين في هذه الدراسة يُعتَبرون راضين عن وضعهم الوظيفيّ. كما وتُظهر نتائج الدراسة أنَّ الإناث يشكّلن أغلبيّة بنسبة 73.0% من المعلّمين. كما وأكّدت الدراسة الميدانيّة أنَّ النمط الديمقراطيّ للقيادة يؤثّر إيجابًا في العديد من جوانب أداء المعلّمين. (ملخص المؤلف)