إمتحانات النحو والصرف في الجامعة الجزائرية : دراسة تقويمية في ضوء معايير الجودة


En Fr

هدفت الدّراسة إلى تقويم امتحانات الصّرف والنّحو في أقسام اللغة والأدب العربي بالجامعات الجزائريّة في ضوء معايير جودة الامتحان، وهي محاولة جادّة للإجابة عن سؤال مركزي مؤدّاه: ما درجة تحقق معايير الجودة في الامتحانات الصّرفيّة والنّحويّة التي أعدّها أساتذة أقسام اللغة والأدب العربي بالجامعات الجزائريّة؟ وقد تفرّعت عنه التّساؤلات الآتية: 1) ما معايير الجودة الواجب توافرها في امتحانات الصّرف والنّحو بأقسام اللّغة والأدب العربي بالجامعات الجزائريّة؟ 2) ما درجة التنوّع في أسئلة امتحانات الصّرف والنّحو؟ 3) ما درجة شمول أسئلة الامتحانات لوحدات المقاييس الصّرفيّة والنّحويّة؟ 4) ما درجة توافر معايير جودة إخراج الامتحان في امتحانات الصّرف والنّحو؟ وللإجابة عن هذه الأسئلة قمت بتحليل ثمان وعشرين امتحانا صرفيّا ونحويّا، أُجريت لطلبة السّنتيْن الأولى والثّانية من الطور الأول (ليسانس) بين سنتي 2014-2020م، وقد تمّ التوكّأ على المنهج الوصفي، مع الاستعانة بالتحليل بِعدّه إجراء لا غنى عنه في مثل هذه الدراسات. وكان من أهم النتائج المتوصّل إليها: 1) الأسئلة الموضوعيّة هي الأكثر استخداما في الامتحانات، تلتها أسئلة الإجابة القصيرة. في حين قلّ استخدام الأسئلة المقاليّة. 2) أغلب أساتذة الصّرف والنّحو يميلون إلى وضع أسئلة متنوّعة؛ بين الموضوعيّة وأسئلة الإجابة القصيرة. 3) أغلب الأساتذة حرصوا على تنويع صيغ أسئلتهم، وكانت أكثر الصّيغ شيوعا: "الاستدعاء" ، و"الاستخراج"، و"المطالبة بمثال". 4) حظيت قوالب " كلمات" و"أبيات شعر" و"الآيات القرآنية" بنسب عالية في الامتحانات الصّرفيّة والنّحويّة. 5) تنوّعت قوالب الأسئلة بنسبة جيّدة في الامتحانات. 6) سجل انخفاض واضح في نسبة شمول أسئلة الامتحانات لوحدات المقاييس الصرفية والنحوية. 7) تحققت معايير إخراج الامتحان بدرجة متوسطة، وقد توافرت معايير مجالي: البيانات الأساسية، وكتابة الأسئلة بشكل جيد في أغلب الامتحانات، في حين تدنّت درجة تقيّدِ الأساتذة بمعايير تعليمات الامتحان. كما تبين خلال الدراسة أن هناك العديد من العوامل التي جعلت جودة الامتحانات الصرفية والنحوية، دون المستوى المطلوب، أولها ضعف كمي ونوعي في تدريب أعضاء هيئآت التدريس بالجامعات على إعداد الامتحانات التحصيلية، فعدد الدورات التدريبية محدود ومددها قصيرة، كما أن أغلبها يركز على الجوانب النظرية، وقلما تجرى تطبيقات عملية. وينضاف إلى ذلك، كثافة مفردات المقاييس، وكثرة الاضطرابات التي تشهدها الجامعات الجزائرية، كلها عوامل تجعل عملية تصميم امتحان تحصيلي جيد مهمة صعبة للغاية. (ملخص المؤلف)