فاعلية موقع إلكتروني في التعليم عن بعد لتفعيل المجال التدريبي في إنتاج مشغولة نسجية
يتميز هذا العصر بالتغيرات السريعة الناجمة عن التقدم العلمي والتكنولوجي وتقنية المعلومات ونظم الشبكات والاتصالات، ولأن نظام التعليم يبحث دائما عن أدوات وطرق تعلم جديدة لكي يتبناها داخل نظامه لتحسين عملية التعلم، فقد وجد أن إحدى تلك الأدوات الأكثر تقدما هي التعلم الإلكتروني، الذى انتشر كأداة حديثة ومهمة في تقديم المادة العلمية للنسيج اليدوي عبر الإنترنت والتي يتيح للطلاب تبادل المهارات والمشاركة الإيجابية والتفاعل النشط في بناء المعارف، لذا يقترح البحث الحالي استخدام موقع إلكتروني في ظل المتغيرات التي اجتاحت العالم كخطوة هامة لمواكبة كل ما يستجد من تطور علمي وتكنولوجي في مجال التعليم بشكل يسمح بربط جميع مجالات الفن التشكيلي عامة والنسيج اليدوي خاصة وعلى ذلك تدور مشكلة البحث في التساؤلات التالية: كيف يمكن استخدام وتطبيق موقع إلكتروني تدريبي للطلاب لتوظيف تقنيات النسيج اليدوي في إنتاج مشغولة نسجية؟ ما مدى فاعلية الموقع الإلكتروني التدريبي في إكساب المعارف والمهارات الأساسية للنسيج اليدوي في إنتاج مشغولة نسجية؟ وللوصول إلى هدف البحث في تفعيل موقع إلكتروني تدريبي يتم استخدامه كبنية تعليمية بكامل مكوناتها لكيفية استخدام تقنيات وتراكيب النسيج في إنتاج مشغولة نسجية، وتحديد مدى فاعلية موقع إلكتروني في تنمية الجانب الأدائي للمهارات الإبداعية في مجال النسيج اليدوي بما يحقق احتياجات المجتمع المعاصر ويتلاءم مع تطوره حيث يهتم البحث باستخدام العلم والفن والتكنولوجيا في مجال النسيج اليدوي لتنفيذ مشغولة نسجية تبرز دور المنظومة الإلكترونية في التواصل للتعليم عن بعد (في ظل جائحة كورونا) لتحقيق الإبداع في المشغولة النسجية من خلال تقنيات النسيج المختلفة وتفعيل دور التعليم الإلكتروني في تصميم مقررات التربية الفنية لتنمية الإبداع المهاري لدى الطلاب. ومن هنا تأتي فروض البحث في إمكانية الحصول على خريج تربية فنية ذو خبرة عالية في التعامل مع المواقع الإلكترونية لتحقيق القيم المرجوة للارتقاء بتذوق الفن النسجي من خلال دراسات تربوية تكنولوجية للتعليم عن بعد ويتبع البحث المنهج الوصفي التحليلي والمنهج التجريبي وقد توصل البحث إلى ضرورة استفادة التصميم النسجي بالوسائل التكنولوجية الحديثة المعينة له في تصميم وتنفيذ المشغولات النسجية. الإطار التطبيقي للتجربة: قامت التجربة البحثية على عينة من طلاب الفرقة الرابعة بقسم التربية الفنية بذات الكلية للعام الجامعي 2019-2020م في الفصل الدراسي الثاني، وتم تنفيذ المشغولة النسجية على نول البرواز اليدوي مختلف المساحات باستخدام خيوط قطنية للسداء وخيوط صوفية متنوعة الألوان وباستخدام تقنيات وأساليب نسجية مثل النسيج السادة 1/1 والوبرة المعقودة والتابستري والمبرد مع إضافة خامات أخرى مختلفة ذات قيمة جمالية ورؤية من اليسير تحقيقها لأنها متوفرة في المجتمع. وقامت الباحثة بعد الانتهاء من الأعمال الفنية المنفذة من قبل المجموعة التجريبية تم استطلاع الرأي عليها من خلال مجموعة من المحكمين المتخصصين بعد موافقتهم على استمارة استبيان لتحكيم الأعمال. وقد تم التفريغ الإحصائي لكل محور وفقا للأهداف المعرفية والمهارية والوجدانية للتحقق من صحة الفروض. ولقد كشفت التجربة عن النتائج التالية: 1) استفادة النسيج اليدوي بالوسائل التكنولوجية الحديثة في تصميم وتنفيذ المشغولة النسجية. 2) استخدام أكثر من تقنية في المشغولة النسجية الواحدة يعطى ثراء للمشغولة. 3) استخدام مفردات وعناصر التصميم في المشغولة النسجية تثرى القيم الجمالية والتشكيلية للمشغولة وترتقي بها. وقد توصلت الباحثة لتوصيات من أهمها: 1) إدراج الموقع ضمن مقررات الفرق الدراسية بأقسام الكليات المتخصصة (الفن - النقد والتذوق الفني) في الخطة الدراسية المقبلة. 2) إنشاء المراكز التدريبية لتوفير العمالة الفنية المدربة التي تقوم عليها النسجيات بما يتناسب مع متطلبات المرحلة وتوقعات المستقبل. 3) الاهتمام بالبنية التحتية لمواكبة متطلبات التعلم الإلكتروني لتسهيل استخدام تقنية المعلومات. (الملخص المنشور)