برنامج محو أمية المهارات الحياتية وريادة الأعمال بإندونيسيا وإمكانية الإستفادة منه في تطوير برامج محو الأمية وتعليم الكبار في مصر
ما زالت الأمية تمثل إحدى المشكلات المزمنة التي تواجه مصر رغم الجهود العديدة التي بذلت للحد منها ولسد منابعها. وانطلاقا من أهمية هذه المشكلة وضرورة السعي الدائم والمتواصل للتصدي لها؛ وإيمانا بضرورة تطوير برامجها الدراسية في ضوء الاحتياجات الفعلية للدارسين لا سيما مراعاة دوافعهم الاقتصادية؛ وكذلك السعي لاستخدام مداخل تناسب طبيعة الدارسين الكبار وذات صلة بحياتهم، هدفت الدراسة الحالية للاستفادة من تعليم ريادة الأعمال بوصفها إحدى الاتجاهات العالمية المعاصرة لتنمية الطاقات البشرية ودمجها اقتصاديا واجتماعيا، وذلك برصد تجربة دولة إندونيسيا في هذا المجال وتحديدا "برنامج محو أمية المهارات الحياتية وريادة الأعمال" الذي تم تطبيقه بها منذ عام 2008 ونال جائزة اليونسكو عام 2012؛ نظرا لمساهمته في تحقيق أهداف التعليم للجميع. وقد قدمت الدراسة بعض الملامح المشتركة بين مصر وإندونيسيا كمبررات للاستعانة بهذه التجربة وإمكانية الاستفادة منها في المجتمع المصري. تمثل الهدف الرئيس للدراسة في إمكانية الاستفادة من الأدبيات التربوية المعاصر وبرنامج محو أمية المهارات الحياتية وريادة الأعمال بإندونيسيا في تطوير برامج محو الأمية وتعليم الكبار في مصر. تحقيقا لهذا الهدف تم استخدام المنهج المقارن القائم على وصف الظواهر التربوية وتفسيرها وتحليلها بالرجوع إلى خلفياتها الثقافية وسياقاتها المجتمعية، وذلك للتنبؤ بإمكان نجاحها أو إخفاقها في سياقات مجتمعية أخرى. وقد تم توظيف المنهج المقارن في الدارسة الحالية من خلال؛ عرض إطار مفاهيمي تناول الأسس الفكرية والنظرية لريادة الأعمال وتعليمها لا سيما البرامج التي تستهدف تنمية مهارات تنظيم المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر الموجهة للفئات المهمشة بغرض الدمج الاقتصادي والاجتماعي، كما تم عرض بعض جهود كل من وزارة التربية والتعليم والهيئة العامة لتعليم الكبار والصندوق الاجتماعي للتنمية بمصر في الدمج بين محو الأمية وتنظيم المشروعات والحد من الفقر. كذلك استعرضت الدراسة تجربة إندونيسيا في دمج ريادة الأعمال ببرامج محو الأمية، وتحليلها في إطار السياق العام للمجتمع الإندونيسي. ثم اختتمت الدراسة بتقديم بعض الإجراءات المقترحة لتطوير برامج محو الأمية وتعليم الكبار بمصر على ضوء الأدبيات العالمية المعاصرة، وكذلك تجربة إندونيسيا مع مراعاة أوجه التباين بين السياق المجتمعي العام بين الدولتين. (الملخص المنشور(