علاقة ضغوط العمل بالرضا الوظيفي للمدرسين في المؤسسات التربوية الجزائرية : دراسة ميدانية بمدارس بلدية العوينات لولاية تبسة
هذه الدراسة تندرج ضمن إطار النظرة السيكوسوسيوتربوية للنسق الفني بالمدرسة الجزائرية باختيار معلمي مدارس بلدية العوينات بولاية تبسة كنموذج لذلك، فقد جاءت هذه الدراسة في الواقع لتسلط الضوء على مستوى ضغوط العمل والرضا الوظيفي للمدرسين في المدرسة الابتدائية ببلدية العوينات بولاية تبسة، والهادفة إلى تحليل العلاقة بين هذين المتغيرين انطلاقا من اتخاذ ثمانية أيعاد مختارة لهما وهي: (متطلبات الأجر، متطلبات الترقية، محتوى العمل، نمط الإشراف، ظروف العمل لمادية، متطلبات الدور، جماعة العمل، أحداث الحياة المختلفة)، وقد تم الاعتماد على المنهج الوصفي الملائم لهذه الدراسة .وبعد استعراض الدراسات السابقة التي مست متغيري البحث خاصة في ميدان التعليم صيغت الفرضية العامة التالية: توجد علاقة بين ضغوط العمل والرضا الوظيفي للمدرسين بالمؤسسة التربوية الجزائرية المختارة. حيث صيغت في ضوئها فرضيتان جزئيتان وهما:1) هناك علاقة بين المصادر الفرعية لضغوط العمل لدي المدرسين والضغط الكلي العام لهم في المؤسسات التربوية الجزائرية المختارة. 2) هناك علاقة بين العوامل الفرعية للرضا الوظيفي لدي المدرسين والرضا العام لهم في المؤسسات التربوية الجزائرية المختارة وللتحقق من هذه الفرضيات تم الاعتماد على الحصر الشامل لمجتمع البحث: معلمي مدارس يلدية العوينات والتي تبعد عن مقر ولاية تبسة من الجهة الشرقية 60 كلم. وقبل مباشرة الإجراءات الميدانية تم الاعتماد على عدة أدوات بحثية من ملاحظة ومقابلة، فضلا عن استمارة تتضمن ستبيانين لقياس ضغوط العمل والرضا الوظيفي للمدرسين، بعد البحث في الثراث النظري وأدبيات الاختصاص، وكذا النصوص القانونية والتنظيمية المحددة لمختلف المتغيرات خصوصا ما تعلق منها بـ: المؤسسة التربوية، والمدرس، والوظيفة. وبعد القيام بالإجراءات المتعلقة بالخصائص السيكومترية (الصدق والثيات) لأدوات القياس، تمت المرحلة الأساسية للبحث، وبعد استرداد الاستبيانات الذي وصل العدد الصحيح منها 66 استبيانا لعينة البحث، ثم تفريغ البيانات في الجداول، وحساب القيم المتعلقة بمختلف جوانب المتغيرات الأساسية والفرعية للبحث، باستعمال أساليب إحصائية مختلفة من: متوسط حسابي، وانحراف معياري، ونسية مئوية ومعامل ارتباط. تبعا لما تقتضيه طبيعة وهدف الدراسة. حيث تم التوصل إلى نتيجة عامة تشير إلى وجود علاقة ارتباطية سلبية متوسطة بين ضغوط العمل والرضا الوظيفي للمدرسين في يلدية العوينات مجال الدراسة وصلت إلى القيمة (R= -0,52) معامل الارتباط الرتبي لسبيرمان. وعلى ضوء هذه النتيجة تحددت نتائج أخرى مؤكدة لها وهي: 1) وجود علاقة ارتباطية متوسطة طردية بين ضغوط العمل وعدم الرضا الوظيفي للمدرسين في هذه المؤسسات مجال الدراسة وصلت القيمة إلى (R=0,60) ( معامل الارتباط الرتبي لسبيرمان .2) أن المستوى العام المتعلق بضغوط العمل التراكمية لمدرسي هذه الابتدائيات وفق الأبعاد الثمانية المخنارة وحسب مجتمع البحث المستخدم وصل إلى نسبة (66.66%) وهي نسبة أكبر من (50%) والتي تنم عن وجود ضغوط معتبرة تؤثر على المدرسين العاملين في هذه المدارس. 3) أن المستوى العام المتعلق بالرضا الوظيفي الكلي لمدرسي هذه الابتدائيات وفق الأبعاد الثمانية المختارة وحسب مجتمع البحث المستخدم يقدر بـ 36.85% وهي نسبة أقل من (50%) فهي تعبر عن نقص في الرضا الوظيفي لدى العاملين بهذه المؤسسات. وما يؤكد هذا هي نسبة عدم الرضا الوظيفي العام المقابلة لها، والتي تقدر بـ 51.61% وهي نسبة أكبر من (50%) فهي تعبر عن عدم الرضا العام الناتج من العوامل الثمانية السابقة . ومن هذا كله نستشف مدى ارتباط ضغوط العمل كمتغير مستقل بالرضا الوظيفي للمدرس كمتغير تابع، والعلاقة بينهما، وأنه لابد من وجود آليات لتفعيل هذه العوامل من أجل الحد من ضغوط العمل المعيقة؛ ل رفع مستوى الرضا الوظيفى لدى المدرسين وفق المقترحات المقدمة. (ملخص المؤلف)