أداء الباحثين في إعداد مشروعاتهم البحثية بين الرشاقة والبدانة العلمية في ضوء البراديجم البحثي : دراسة نظرية
يعد البحث العلمي أحد أعمدة الاستثمار المحلي والعالمي، لهذا تسعى الدول للاهتمام بإعداد كوادر من الباحثين المؤهلين معرفيا ومهاريا، للتغلب على ما يواجه البحث العلمي في الوطن العربي من تحديات وصعوبات، أدت إلى مخرجات لا تليق بتاريخ العرب وما حققوه من إسهامات بارزة في مجال البحث العلمي. تناول هذا البحث موضوع الرشاقة والبدانة في أداء الباحثين أثناء إعداد وتنفيذ وصياغة مشروعاتهم وأطروحاتهم البحثية. إذ أنه بمراجعة الأدبيات النظرية حول موضوع هذا البحث، لاحظت الباحثة وجود اهتمام بحثي منذ ثمانينيات القرن العشرين بدراسة مصطلح الرشاقة في مجالات متعددة منها الإدارة وإدارة الأعمال والتسوق والإنتاج والعلوم البدنية والرياضية والهندسة وغيرها. في المقابل، يوجد نقص في الاهتمام البحثي بدراسة مفهوم الرشاقة أو الكتابة عنه في مجال البحث العلمي، خاصة فيما يتعلق بأداء الباحثين في مشروعاتهم ومخطوطاتهم. لهذا، هدف هذا البحث إلى دراسة موضوع الرشاقة والبدانة في البحث العلمي دراسة نظرية، وذلك باستخدام استراتيجية القياس أو التحويل التي أشار إليها عساف (2012)، أي الاستعانة بالأدبيات النظرية السابقة حول الرشاقة التنظيمية والرشاقة الاستراتيجية والرشاقة في أداء الرياضيين وغيرها من أطر نظرية مفاهيمية ودراسات سابقة، وتحويلها لموضوع الرشاقة في مجال البحث العلمي. في ضوء ذلك، توصل البحث الحالي لصياغة إطار نظري حول مفهوم الرشاقة والبدانة البحثية في ضوء البراديجم البحثي، من خلال تقديم تعريف للرشاقة البحثية ومتطلباتها وسمات الأداء البحثي الرشيق، وتوضيح مفهوم البدانة البحثية وسمات الأداء البحثي البدين ومخاطره. كما سردت الباحثة خصائص الأطروحة البحثية الجيدة، وحددت أبرز الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الباحثين عند إعدادهم لمشروعاتهم وأطروحاتهم، والتي تتسبب في بدانة أدائهم وترهل مشروعهم البحثي وفقدان الميزة التنافسية. في ضوء هذه الاستنتاجات، صاغت الباحثة عدة توصيات منها عقد دورات تدريبية عن الرشاقة والبدانة البحثية، وإعداد دليل إرشادي للباحثين حول أبرز الأخطاء الشائعة في إعداد المشروع أو المخطوطة التي تسبب بدانة أدائهم، وذلك ليسهم هذا البحث بما توصل إليه من نتائج في نشر ثقافة رشاقة الأداء بين المشتغلين بالبحث العلمي في الجامعات والمراكز البحثية، ليمكنهم من استغلال الفرص والمقدرات الجوهرية في انتاجهم البحثي وتحقيق الميزة التنافسية. كذلك لتبصيرهم بمخاطر البدانة البحثية وما تسببه من ضعف وترهل في إنتاجهم العلمي، مما يعجزهم عن تحقيق الميزة التنافسية وتأخر تصنيف جامعاتهم عالميا. (الملخص المنشور)