فاعلية الذات المدركة وعلاقتها بالقيادة الصّفيّة لدى عينة من معلمي مرحلة التّعليم الأساسي: حلقة أولى في مدارس مدينة دمشق
حظيت التربية منذ الأزل وحتّى يومنا هذا بعناية بالغة واهتمام كبير على مختلف الأصعدة والمجالات من جميع فئات المجتمع، ويشكل المعلّمون أحد أهمّ أبعاد الأعمال المبتكرة في تطوير المدارس التّعليميّة والحركات المدرسيّة الفعّالة، حيث تتعلق الفاعليّة الذّاتيّة المدركة لدى المعلّم بحكمه وتقييمه لقدراته في تحقيق النّتائج المرغوب فيها. ويتمّ قبول فاعلية الذّات لدى المعلّم لتكون متغيرا مهما يجب مراعاته في إعادة هيكلة المدارس وإنشاء مدارس فعالة. وتؤثر الفاعليّة الذّاتيّة لدى المعلّم على نشاطه التّعليمي وقيادته لصفه، حيث يعتبر نجاح القيادة الصّفيّة عنصرا مهمّا للدلالة على مدى تحقق الأهداف المنشودة من عملية التّعليم بكفاية وفاعليّة. وإنّ استقصاء طبيعة العلاقة بين فاعلية الذّات المدركة والقيادة الصّفيّة يعدّ أمرا مهمّا في تعزيز الصحة النّفسيّة لدى المعلم وحافزا إيجابيّا في دفعه نحو العمل ومواكبة أفضل لاستخدام أحدث الطّرق في التّدريس. ويمكن تحديد مشكلة الدّراسة بالتّساؤل التّالي: ما طبيعة العلاقة بين فاعلية الذّات المدركة والقيادة الصّفيّة لدى عينة من معلمي مرحلة التّعليم الأساسي-حلقة أولى في مدارس مدينة دمشق؟ وقد هدفت هذه الدّراسة التّعرّف على طبيعة العلاقة بين فاعليّة الذّات المدركة والقيادة الصّفيّة لدى أفراد عينة الدّراسة، وكذلك تعرّف الفروق على مقياسيّ فاعليّة الذّات المدركة والقيادة الصّفيّة وفق متغيرات الجنس (ذكر، أنثى)، المؤهل العلميّ (معهد إعداد المعلمين، إجازة جامعيّة، إجازة جامعيّة فما فوق)، سنوات الخبرة (أقل من 5 سنوات، من 5 إلى 10 سنوات، أكثر من 10 سنوات). ولتحقيق هدف الدّراسة تمّ استخدام مقياس فاعليّة الذّات المدركة لدى المعلم (من إعداد الباحثة) ويتألف من 32 عبارة موزعة على ثلاثة أبعاد هي: الفاعليّة الذّاتيّة في الأداء، الفاعليّة في إدارة الموقف الصّفيّ، الفاعليّة في العلاقات مع التّلاميذ وأولياء الأمور. ومقياس القيادة الصّفيّة (من إعداد الباحثة)، والذي يتألف من 24 عبارة موزعة على أربعة أبعاد هي: العلاقات الصّفيّة، تنظيم سلوك التّلاميذ، التّخطيط داخل الصّف الدّراسي، إدارة الوقت. وقد تكوّنت عيّنة الدّراسة من 412 معلّما ومعلّمة من معلمي مرحلة التّعليم الأساسيّ-حلقة أولى في مدارس مدينة دمشق للعام الدّراسي 2020/2019م، منهم (153 ذكور، 259 إناث). وقد توصلت الدّراسة إلى النّتائج الآتية: 1) وجود مستوى متوسط في الدّرجة الكليّة لمقياس فاعليّة الذّات المدركة بنسبة (%67.48) لدى أفراد عيّنة الدّراسة. 2) وجود مستوى متوسط في الدّرجة الكليّة لمقياس القيادة الصّفيّة بنسبة (%55) لدى أفراد عيّنة الدّراسة. 3) وجود علاقة ارتباطيّة ذات دلالة إحصائيّة بين درجات أفراد عيّنة الدّراسة على مقياس فاعليّة الذّات المدركة ودرجاتهم على مقياس القيادة الصّفيّة. 4) إسهام فاعليّة الذّات المدركة في التّنبؤ بالقيادة الصّفيّة بنسبة (%53) لدى أفراد عيّنة الدّراسة. 5) وجود فروق ذات دلالة إحصائيّة بين متوسطات درجات أفراد عيّنة الدّراسة على مقياس فاعليّة الذّات المدركة تبعا لمتغير الجنس ولصالح الإناث. 6) وجود فروق ذات دلالة إحصائيّة بين متوسطات درجات أفراد عيّنة الدّراسة على مقياس فاعليّة الذّات المدركة تبعا لمتغير المؤهل العلمي ولصالح المعلمين المؤهلين علميا بـــ (معهد إعداد المعلّمين). 7) عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائيّة بين متوسطات درجات أفراد عيّنة الدّراسة على مقياس فاعليّة الذّات المدركة تبعا لمتغير سنوات الخبرة. 8) وجود فروق ذات دلالة إحصائيّة بين متوسطات درجات أفراد عيّنة الدّراسة على مقياس القيادة الصّفيّة تبعا لمتغير الجنس ولصالح الذّكور. 9) عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائيّة بين متوسطات درجات أفراد عيّنة الدّراسة على مقياس القيادة الصّفيّة تبعا لمتغير المؤهل العلمي. 10) عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائيّة بين متوسطات درجات أفراد عيّنة الدّراسة على مقياس القيادة الصّفيّة تبعا لمتغير سنوات الخبرة. (ملخص المؤلف)