فاعلية العلاج النفسي الحركي في تحسين مهارات التواصل اللفظي لدى أطفال التوحد


En

هدفت الدراسة إلى التحقق من فاعلية العلاج النفسي الحركي في تحسين مهارات التواصل اللفظي لدى الأطفال ذوي اضطراب التوحد. وقد تكونت عينة الدراسة من 6 أطفال (4 من الذكور، و2 من الإناث)، من المشخّصين بالتوحّد الكلاسيكي، تراوحت أعمارهم بين 4-8 سنوات. ولأغراض الدراسة قامت الباحثة بإعداد مقياس لتقدير التواصل اللفظي لدى أطفال التوحّد، تكوّن من 37 عبارة، وتم إجراء دراسة سيكومترية لإيجاد دلالات الصدق والثبات التي تبرر صلاحية استخدام المقياس في هذه الدراسة، وتم استخدام مقياس تقدير التفاعل الاجتماعي لقياس مدى تحسُّن التفاعل الاجتماعي لدى أطفال العينة بعد تطبيق البرنامج، كما قامت الباحثة ببناء برنامج تدريبي قائم على فنيات العلاج النفسي الحركي (اللعب، والموسيقى(، لتحسين مهارات التواصل اللفظي لدى أطفال التوحّد. تكوّن البرنامج من 20 جلسة، وقد استغرق تطبيقه مدة شهرين و20 يوما، بواقع جلستين إلى ثلاث جلسات إسبوعيا، مدة كل منها 30-35 دقيقة، وتمّ تطبيق الاختبار القبلي والبعدي على أفراد عينة الدراسة، وإجراء المقارنات للكشف عن أثر البرنامج التدريبي في تحسين مهارات التواصل اللفظي لدى أفراد العينة، وأثر ذلك في تحسين التفاعل الاجتماعي لديهم؛ كما تم تطبيق الاختبار البعدي المؤجّل للكشف عن مدى بقاء أثر التدريب. وبعد الانتهاء من تطبيق البرنامج، وتطبيق الاختبارات البعدية والمؤجلة. ومن أجل تحليل نتائج الدراسة إحصائيا، تم استخدام اختبار ويلكوكسون (Wilcoxon)، واختبار تحليل التباين الأحادي (One-Way Anova) للتحقق من صحة فروض الدراسة، وقد أشارت نتائج الدراسة إلى فاعلية البرنامج التدريبي في تحسين مهارات التواصل اللفظي لدى أفراد العينة، وكذلك في تحسين التفاعل الاجتماعي لديهم، كما أشارت النتائج إلى فاعلية البرنامج في تحسين كل من مهارات التواصل اللفظي، والتفاعل الاجتماعي لدى أفراد العينة بعد مرور 5 أسابيع من انتهاء تطبيق البرنامج من خلال القياس البعدي المؤجل. وقد خلصت الدراسة في ضوء النتائج إلى عدد من المقترحات، منها :ضرورة العمل على إعداد البرامج الناجعة في تحسين مهارات التواصل اللفظي، والتفاعل الاجتماعي لدى الأطفال ذوي اضطراب التوحّد؛ والعمل على زيادة الوعي بأهمية العلاج النفسي الحركي، ودوره الفعّال في علاج وتأهيل الأطفال ذوي اضطراب التوحّد في المجالات المختلفة، وخاصة بين العاملين على رعاية هؤلاء الأطفال، والمتخصصين في علاجهم وتأهيلهم (معلمي أطفال التوحّد، اختصاصيّي التربية الخاصة، اختصاصيّي تقويم الكلام واللغة(؛ وضرورة التدخل المبكر لتنمية مهارات التواصل اللفظي والتفاعل الاجتماعي لدى أطفال التوحّد، للوصول بهم إلى إمكانية دمجهم في المدارس العادية. (ملخص المؤلف)