الصلابة النفسية وعلاقتها بالأحداث الضاغطة : دراسة ميدانية لدى عينة من طلاب جامعة دمشق


En

يتميز هذا العصر بالسرعة المتلاحقة التي تجعل الفرد عرضة لمواقف وأحداث غير مألوفة بالنسبة للحياة اليومية المعتادة، مثل الحروب والكوارث الطبيعية وغير ذلك من أحداث ومواقف يخبروها في سياق حياتهم والتي تؤدي إلى استجابات مختلفة. وتزداد الضغوط كمّاً وكيفاً مع تعقد الحياة وتسارع إيقاع العصر وتحدياته، وتصل إلى حد استهداف الإنسان، إلا أن ذلك لا يحدث عند كل الأفراد، فهناك أفراد يحتفظون بمستوى عال من الصحة النفسية والبدنية، ولا يصيبهم المرض على الرغم من تعرضهم لأحداث حياتية ضاغطة، وهذه الأحداث تفوق قدرة الآخرين على المواجهة، وتتضمن تهديدأ واضحاً لسلامتهم، وسلامة أشخاص آخرين مهمين في حياتهم، ويغدو الفرد معها عاجزاً ويعاني خوفاً شديداً ورعباً بالغاً. وتهدف الدراسة إلى التعرف على العلاقة بين الصلابة النفسية وأحداث الحياة الضاغطة لدى عينة من طلاب بعض الكليات في جامعة دمشق التطبيقية والنظرية. وكذلك التعرف على الفروق في الصلابة النفسية بحسب الجنس والتخصص الدراسي والسنة الدراسية. وكذلك التعرف على مرتفعي ومنخفضي الصلابة النفسية في أحداث الحياة الضاغطة. إضافة إلى بيان أثر التفاعل بين متغيرات الجنس والسنة الدراسة والتخصص في الصلابة النفسية. العينة: بلغ حجم العينة المعتمدة في هذه الدراسة والتي جرى اختيارها بالطريقة العشوائية الطبقية 665 طالباً وطالبة، بينهم 325 من الكليات التطبيقية، و340 من الكليات النظرية، وهي تمثل نسبة 3% من المجتمع الأصلي، من طلبة السنة الأولى والرابعة في جامعة دمشق. الأدوات: استخدمت الباحثة مقياسين للتحقق من فرضيات الدراسة: أ) مقياس الصلابة النفسية الأكاديمية، (إعداد العاسمي 2013) ويتألف من 34 عبارة تقريرية، وتقيس ثلاثة أبعاد تتمثل بالالتزام والتحدي والضبط. حيث تعطى دائماً (خمس درجات)، وغالباً (أربع درجات)، وأحياناً (ثلاث درجات)، ونادراً (درجتان)، وأبدأ (درجة واحدة)، وجميع عبارات المقياس إيجابية تقيس الصلابة النفسية، وانطلاقاً مما سبق تكون أعلى درجة يمكن أن يحصل عليها الطالب بالنسبة لكامل عبارات المقياس هي 170 درجة، وأقل درجة يمكن أن يحصل عليها هي 34 درجة. ب) مقياس أحداث الحياة الضاغطة، من إعداد الباحثة: يتكون المقياس في صيغته النهائية من 38 بنداً، موزعة على ثلاثة أبعاد، وبدائل إجابة خماسية (دائمأ، غالباً، أحيانأ، نادراً، أبداً) حيث تعطى دائماً (خمس درجات)، وغالباً (أربع درجات)، وأحياناً (ثلاث درجات)، ونادراً (درجتان)، وأبداً (درجة واحدة)، وانطلاقاً مما سبق تكون أعلى درجة يمكن أن يحصل عليها الطالب بالنسبة لكامل عبارات المقياس هي 190 درجة، وأقل درجة يمكن أن يحصل عليها هي 38 درجة. كما استخدمت الباحثة المنهج الوصفي إضافة إلى الأساليب الإحصائية للتحقق من فرضيات دراستها. نتائج الدراسة: يبدو من هذا العرض للنتائج حول علاقة الصلابة النفسية بأحداث الحياة الضاغطة لدى عينة من طلبة الكليات التطبيقية والنظرية في جامعة دمشق أن الصلابة تمثل نسبة بحدود 16% من أفراد عينة الدراسة 665 طالباً وطالبة، وهي نسبة مقبولة في ظل الظروف التي يعيشها الشباب الجامعي. كما أظهرت الدراسة وجود علاقة سلبية بين الصلابة النفسية وأحداث الحياة الضاغطة، فكلما زادت الصلابة النفسية انخفضت الانهزامية لدى الطلبة، وجعلت منهم مصدر قوة وتحد وضبط لكل المواقف الضاغطة التي يتعرضون لها، إن الفروق بين الذكور والإناث في الصلابة النفسية كانت متباينة بين الذكور والإناث، فالإناث أكثر صلابة في بُعد الضبط والالتزام، بينما الذكور أكثر صلابة في بُعد التحدي. كما أن طلبة الكليات التطبيقية أكثر صلابة في بعض أبعاد مقياس الصلابة النفسية الأكاديمية (الالتزام والتحدي)، بينما طلبة الكليات النظرية أكثر صلابة في (الضبط)، وأن طلاب السنة الرابعة أكثر صلابة من طلبة السنة الأولى. كما أظهرت النتائج وجود فروق بين درجات منخفضي ومرتفعي الصلابة النفسية على أبعاد مقياس الأحداث الضاغطة، حيث كانت الأحداث الضاغطة الأسرية الاجتماعية والاقتصادية الانفعالية دالة لصالح مرتفعي الصلابة النفسية. كذلك بينت النتائج أن الجنس والتخصص والسنة الدراسية تعد مؤشرات مهمة يمكن التنبؤ بها في التعرف على الصلابة النفسية لدى الطلبة الجامعيين. كما قدمت الباحثة مجموعة من التوصيات المرتبطة بنتائج هذه الدراسة. (ملخص المؤلف)