فاعلية برنامج تدريبي لتخفيض مستوى الأنانية لدى الطلبة الموهوبين
يقول بابيليوس سيرس: قد يتقبل الكثيرون النصح، لكن الحكماء فقط هم الذين يستفيدون منه. إن هذا البحث وما يحمل في طياته من برنامج تدريبي ما هو إلا وسيلة سعت بواسطتها الباحثة لتخفيض مستوى الأنانية لدى الطلبة الموهوبين لما لهم من أهمية كبيرة في أي مجتمع. لذا يهدف البحث إلى معرفة ما يأتي: 1) التعرف على مستوى الأنانية لدى الطلبة الموهوبين في المرحلة الإعدادية. 2) التعرف على فاعلية البرنامج التدريبي في تخفيض مستوى الأنانية لدى الطلبة الموهوبين. ولتحقيق هدفي البحث اشتقت الباحثة الفرضية الصفرية الآتية (لا توجد فروق دالة إحصائياً بين رتب درجات الطلبة الموهوبين على مقياس الأنانية في الاختبارين القبلي والبعدي). وتحدد البحث بحدود مدرسة الموهوبين في بغداد من الذكور والإناث، وللصفّين الرابع الإعدادي والخامس الإعدادي للعام الدراسي 2014/ 2015. وقدمت الباحثة إطاراً نظرياً لكل من الموهوبين ونظريات الموهبة، كما تحدثت عن الأنانية ومراتبها وأسبابها ومناقشة آراء الفلاسفة لها، وانتهاء بالبرنامج التدريبي وأهم الدراسات السابقة. ولغرض تحقيق أهداف البحث عمدت الباحثة الى: بناء مقياس للأنانية تكوّن من 50 فقرة، وهو بصيغته النهائية، موزعة على 5 مكونات هي: (حب الذات المفرط، حب التملك، المنفعة الشخصية، افتقار الشعور بحب الآخرين، استغلال الآخرين). واختيرت عينة البناء الأساسية بالطريقة العشوائية البسيطة، وبلغ حجم العينة 400 طالب وطالبة من طلبة مدارس المتميزين في بغداد، وذلك لقرب فئة المتميزين والمتفوقين عقلياً من فئة الموهوبين، وتم احتساب القوة التميزية ومعاملات الصدق من خلال أسلوب علاقة الفقرة بالدرجة الكلية للمقياس وعلاقة الفقرة بالمجال وعلاقة المجال بالمجموع الكلي للمقياس. وبعد أن كان عدد الفقرات 70 فقرة، أصبح 50 فقرة باستبعاد 20 فقرة من المجموع الكلي للفقرات. وتم استخراج الثبات للتحقق من ثبات المقياس باستخدام طريقتي التجزئة النصفية واستعمال معادلة ألفا–كرونباخ. وبعد تطبيق المقياس بصورته النهائية تبين أن الطلبة الموهوبين يمتلكون مستوى من الأنانية أعلى من الوسط الفرضي للمقياس. على مستوى آخر، قامت الباحثة ببناء برنامج تدريبي استدعى 12 جلسة وكانت الجلسات هادفة وموجهة نحو تخفيض سلوك الأنانية لدى الموهوبين؛ وبعد تطبيق البرنامج لمدة 6 أسابيع وبواقع جلستين اثنتين أسبوعياً، أظهرت نتائج الاختبار القبلي وجود انخفاض في درجات الطلبة الموهوبين ما يعني أن البرنامج هادف، وأنه ساعد في تخفيض مستوى هذا السلوك. ثم توصلت الباحثة الىعدد من الاستنتاجات والتوصيات والمقترحات والتي دعت فيها لإجراء بحوث ودراسات لاحقة، ولكن على فئات أخرى من فئات التربية الخاصة، كما أوصت بضرورة تقديم برامج مختلفة تعنى بالرعاية والاهتمام بسلوك الموهوبين بالإضافة إلى الاهتمام بقدراتهم العقلية. (ملخص المؤلف)