علاقة أدارة التغيير بالتخطيط الاستراتيجي لدى رؤساء الأقسام العلمية في الجامعة المستنصرية


En

تعد إدارة التغيير أولى اهتمامات المجتمعات الحديثة في جميع مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والتعليمية، حتى باتت تشمل مجمل النظم في البيان الاجتماعي وما تضمنه من عمليات التنظيم والتنسيق والتوجيه والتقويم والمتابعة. فإدارة التغيير هي المرتكز الرئيس في تطوير الأفراد والجماعات والعامل الحاسم في تحقيق التنمية في المجالات كافة، ففي المجال التربوي والتعليمي يعد أمرًا حتمياً لا مفر منه حتى نرتقي بالمستوى التعليمي. وهذا يتطلب وضع خطط استراتيجية لتحقيق ذلك، لذا فإن التخطيط الاستراتيجي هنا يصبح ضرورة ملحة وحاجة لا غنى عنها لمن يريد النجاح والتميز والبقاء ضمن المنافسة، ولممارسة سياسة التحسين والتغيير من أجل تحقيق الأهداف بسلاسة ومرونة، ولتجنب الأخفاقات التي تفرضها العشوائية في مواجهة المتغييرات الداخلية والخارجية. ففي مرحلة التنفيذ يتم العمل على توفير القيادة وبناء الفريق الواحد والاتصال بالمعنيين وإشراك الآخرين وكذلك البحث عن النجاح المبكر، أما في التقويم فإنه يتم التعلم من التجربة والتخطيط لتحسين الأداء باستمرار. تعد القدرة على القيادة التربوية من السمات الشخصية المهمة لرئيس القسم. إذ إن القيادة لرؤساء الأقسام في الجامعات تعد من الأساسيات التي تعتمد عليها تنفيذ الاستراتيجيات الخاصة بمفاهيم التعليم الحديث في الجامعات. إن ضعف القيادة لدى رؤساء الأقسام يؤثر سلباً على تنفيذ الاستراتيجيات التعليمية فضلاً عن ضعف الإدارة واتخاذ القرارات الصائبة الخاصة بالتدريسين والطلبة مما ينعكس سلباً على المستوى العلمي للقسم بشكل عام. بناءً على ما تقدم جاءت هذه الرسالة لمعرفة علاقة إدارة التغيير بالتخطيط الاستراتيجي لدى رؤساء الأقسام العلمية في الجامعة المستنصرية، هدف البحث الحالي التعرف على: 1) درجة إدارة التغيير لدى رؤساء الأقسام العلمية في الجامعة المستنصرية. 2) درجة التخطيط الاستراتيجي لدى رؤساء الأقسام العلمية في الجامعة المستنصرية. 3) العلاقة بين إدارة التغيير بالتخطيط الاستراتيجي لدى رؤساء الأقسام العلمية في الجامعة المستنصرية. أ) درجة العلاقة بين إدارة التغيير لمجال (التخطيط) والتخطيط الاستراتيجي ومجالاته. ب) العلاقة بين إدارة التغيير لمجال (القيادة) والتخطيط الاستراتيجي ومجالاته. ج) العلاقة بين إدارة التغيير ومجال (التنظيم) والتخطيط الاستراتيجي ومجالاته. د) العلاقة بين إدارة التغيير ومجال (توظيف الموارد البشرية والمادية) والتخطيط الاستراتيجي ومجالاته. واقتصر البحث الحالي على رؤساء الأقسام العلمية في الجامعة المستنصرية للعام الدراسي 2013- 2014 وتحقيقًا لأهداف البحث، قامت الباحثة بتبني مقياس إدارة التغيير الذي أعده (العنكز 2011) والمكون من 72 فقرة بعد ما قامت الباحثة بتكييفه لرؤساء الأقسام وعرضه على الخبراء في مجال الإدارة التربوية والقياس والتقويم فأصبح بذلك 57 فقرة. وقد قامت الباحثة بتحليل الفقرات إحصائياً واستخراج الخصائص السيكومترية للمقياس من صدق وثبات. وقامت الباحثة أيضاً ببناء مقياس التخطيط الاستراتيجي والمكون من 42 فقرة، وتحققت الباحثة من صدقه وثباته، وعرضه على مجموعة من الخبراء في مجال الإدارة التربوية والإدارة العامة والقياس والتقويم فأصبح بذلك 41 فقرة ثم قامت بتحليل الفقرات والتي خضعت للتحليل الإحصائي واستخراج الخصائص السيكومترية للمقياس من خلال الصدق الظاهري وصدق البناء. أما الثبات فقد تم استخراجه بطريقة ألفا كرونباخ وطريقة تحليل التباين (هويت) واستخدام الوسائل الإحصائية المناسبة بالإضافة إلى البرنامج (spss) وإجراء المعالجات الإحصائية. ثم طبق المقياسات على عينة مكونة من 70 رئيس قسم علمي في كليات الجامعة المستنصرية. وتوصل البحث الحالي إلى: 1) إن القيمة التائية المحسوبة 2 أكبر من القيمة الجدولية البالغة 0.232 وهذا يشير إلى وجود تغيير لدى رؤساء الأقسام العلمية في الجامعة المستنصرية. 2) أظهرت النتائج أن القيمة التائية المحسوبة 2 أكبر من القيمة الجدولية البالغة 0.232 وهذا يشير إلى وجود تخطيط استراتيجي لدى رؤساء الأقسام العلمية في الجامعة المستنصرية. 3) وجود علاقة ارتباطية دالة إحصائياً بين إدارة التغيير والتخطيط الاستراتيجي لدى رؤساء الأقسام العلمية في الجامعة المستنصرية. ثم خرجت الباحثة ببعض التوصيات والمقترحات. (ملخص المؤلف)