الحمولات المعرفية في قصص الأطفال في الجزائر
تتناول هذه الدراسة موضوع أدب الأطفال في الجزائر، مع التركيز خصوصاً على الحمولة المعرفية التي تعد من بين الموضوعات الأساس التي لها تأثير وفاعلية على الطفل، إذ إنّه يتكيّف مع مختلف المؤثرات الخارجية المحيطة به. والمقصود بالحمولة المعرفية في قصص الأطفال بصفة خاصة هو ما تحويه القصص في طياتها وكل ما تقدّمه للطفل، من فكر وعلم ومعرفة وخيال وردود أفعال ونماذج للتصرف وأنماط سلوك، ليس بسبيل الكتابة واللغة فقط، وإنما أيضاً من خلال ما تحويه من رسوم وصور وألوان تؤثر فيه وتجذبه قبل أن يقرأ الكلمة المطبوعة، وليس فقط من خلال الكلمة والجملة والعبارة المباشرة والرسم الواضح، بل كذلك ما توجي به الكلمات بين السطور وخلف العبارات، وما يتركه الجانب الفني (الرسوم، الصور، الألوان...) من انطباعات في نفسية الطفل. من هذا المنطلق، قامت الدراسة بتحليل 13 قصة مكتوبة باللغة العربية، حيث تم التوصل إلى استنتاج العديد من النقاط أهمها: 1) يعود العامل الرئيس لتأخر ظهور القصّة الموجهة للطفل في الجزائر إلى العامل السياسي المتمثل في الاحتلال الفرنسي. 2) تتمثل الحمولة المعرفية في الزاد المعرفي، الذي يمدّ به الطفل من مختلف المرجعيات التي تحيط به، وتشمل المعلومات والأفكار والسلوكيات...3) تعتمد آليات رواية قصص الأطفال بصورة عامة على قدرات الراوي الذاتية وإمكاناته وموهبته في فن الإلقاء. 4) إن المرجعيات التي يستقي منها الطفل معارفه كثيرة، منها المرجعية الاجتماعية التي تشمل الأسرة ودور الحضانة والمدرسة... بالإضافة إلى المرجعية التراثية والأدبية والإعلامية. (شمعة)