شبكة المعلومات العربية التربوية

مر أدب الأطفال في ألمانيا بمراحل عديدة، سيطرة الأخلاقيات في مرحلة البدايات في القرن الثامن عشر، إلى المرحلة الرومنطيقية التي أعطت كتباً للأطفال رائعة، مروراً بمرحلة النازية، التي شكلت اللحظة الأكثر ظلاماً والتي تركت هوة سحيقة استمرت حتى الخمسينات حيث ملأتها الكتابات المبتذلة والأخلاقية. بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وتقسيم ألمانيا، حاول كل قسم، وخصوصاً في برلين الشرقية، أن يبني هويته الخاصة، وليس أفضل للقيام بذلك من اللجوء إلى الثقافة والأطفال. وقامت الرقابة بدور كبير في تنظيف النصوص المعروضة للنشر. وانتشرت في هذه الأثناء كتب الأطفال التي تمجد النظام والعسكر. ثم في نهاية السبعينات أجبرت الأحداث السياسية العديد من المؤلفين إلى أخد نظرة نقدية للأخطاء التي تجري في بلدهم. في العام 1989، سقط الجدار الفاصل واشترت الحكومة دور النشر في برلين الشرقية فأصبحت تحت جناح الناشرين في غربي ألمانيا. ونشأ تنافس بين الرسامين والكتاب، ولكن التحول جرى بهدوء. اليوم نلاحظ أن العولمة والانجذاب إلى السوق الكبيرة هما كلمة المفتاح للتغيرات الكبرى. هاري بوتر بهذا المعنى ليس ظاهرة إنكليزية فقط. وكتب الخيال من الأميركية أغرقت السوق الألماني. ولكن لحسن الحظ هناك جيل جديد من الكتاب والرسامين برز في السنوات الأخيرة. واليوم ليس الأمر المهم هو الكتابة التي تكسر المحرمات، ربما لأن المحرمات لم تعد كثيرة لإسقاطها. ولكن أهم ما في الأمر هو الكتابة الجيدة، والمواضيع الواسعة والمتنوعة. الفكاهة التي كانت نادرة في السبعينيات، وجدت أخيراً طريقها في كتب الأطفال مع قافلة رائعة من الرسامين الجدد التي غيرت مشهد كتب الرسوم الألمانية إلى مجال جذاب. (الملخص المنشور)