Arab Educational Information Network

يعتبر كتاب التاريخ المدرسي بمحتواه الشمولي - لكل الأفكار المؤثرة في التلميذ - وسيلة فعالة للتعليم والتوجيه والتثقيف بما يحدد توجهات الجيل الناشئ ومستقبله العلمي، وهذا الأمر دفع العديد من الباحثين لإجراء الدراسات التربوية وتحديد المؤثرات النفسية والسلوكية والفكرية الناتجة عن طبيعة العلاقة التي تقوم بين كتاب التاريخ والتلميذ. هدف تقييم كتب التاريخ للمرحلة الابتدائية المعمول بها في العراق وسوريا معرفة مكامن القوة والضعف سواء في مقدمة الكتاب المدرسي أو المحتوى من حيث النصوص والصور والخرائط والمواضيع، أو الوسائل التعليمية والأنشطة الصفية والأسئلة والإخراج الفني والمضامين التي تناولتها النصوص ودقة التأليف، ومعرفة القيمة الحقيقية لهذه الكتب التي تدرس في هذه المرحلة من حياة التلاميذ، وأن اختيار سوريا للمقارنة بحكم الطبيعة الجغرافية والتاريخية للبلدين الجارين وحجم الروابط المجتمعية بين الأفراد وصولا إلى إمكانية توحيد المناهج وبالتالي توحيد الكتاب كمقدمة لتوحيد الكتب الأخرى. لقد وضعت وزارة التربية في كل من العراق وسوريا الكتاب المدرسي المتعلق بالتاريخ للمرحلة الابتدائية لتحفيز التلاميذ على القراءة وحثهم على الإفادة مما تحويه من مضامين تاريخية تولد فيهم روح الانتماء الوطني والتفاخر بالدلالات التاريخية لوطنهم ولتنمية أفكارهم تجاه المستقبل. اعتمد الباحث في دراسته المنهج التحليلي الوصفي في معالجة مضامين نصوص كتب التاريخ في العراق وسوريا، في الصفين الخامس والسادس الابتدائي، ومقاربة الدروس المطروحة ومقارنتها، للاستنباط والتعرف الموضوعي والمنهجي والكمي على الخصائص المحددة في النصوص التاريخية، ونوعية الدروس والعناصر التي تتكون منها والعبرة فيها. إضافة إلى دراسة المفردات الزمانية والمكانية والعلمية والإنسانية والتاريخية، وذكر الأخطاء اللغوية والإملائية، وعرض الإحصائيات للمواضيع والمفردات وتحليلها لمعرفة مواقع التكرار والفائدة منها. لقد تبين للباحث أن نصوص کتب التاريخ ما زالت ضعيفة عن تلبية حاجات الناشئة المتزايدة، وبالتالي حاجات المجتمع وآفاقه في ظل التطورات العالمية، وأن هذه النصوص تحتاج إلی تعديلات مهمة وإضافه مواضيع أخری تاريخية تهم المجتمعين العراقي والسوري. (الملخص المنشور)