شبكة المعلومات العربية التربوية

تتحدد مشكلة الدراسة في التساؤل الرئيس التالي: ما القيم المناهضة للعنف لدى جيلي الآباء والأبناء السعوديين؟ يتكون مجتمع الدراسة من جميع طلاب الصف الثالث ثانوي الذكور وأولياء أمورهم، وهم الطلاب المسجلين والمنتظمين في الدراسة خلال الفصل الدراسي الثاني للعام الحالي (1437-1438هـ) في المدارس الثانوية الحكومية في مدينة الرياض والبالغ عددهم (14849) طالبا ومثلهم (14849) ولي أمر. استخدم الطالب أسلوب العينة العشوائية، وبلغ حجم العينة (281) طالبا و(277) ولي أمر. استخدم الباحث المنهج الوصفي المسحي بالعينة والاستبانة كأداة لجمع البيانات والمعلومات. أهم نتائج الدراسة: 1) بشأن استجابات أفراد عينة الدراسة على محور القيم الدينية المناهضة للعنف جاءت هذه القيم مرتبة ترتيبا تنازليا وحسب متوسطات الموافقة من قبلهم على النحو التالي ضرورة التعايش السلمي بين أصحاب العقائد والديانات المختلفة، واحترام الأديان الأخرى وأن لكل فرد الحق في ممارسة الشعائر الدينية الخاصة به وبما لا يمثل أضرارا بالآخرين ونفي التميز بين البشر جميعهم على أساس الدين والعقيدة والتعامل الإنساني مع كل من هو مختلف عن عقيدتنا والتأكيد على أهمية الحوار بين الأديان. 2) وفيما يتعلق باستجابات أفراد عينة الدراسة على محور القيم الاجتماعية المناهضة للعنف فقد جاءت مرتبة ترتيبا تنازليا على النحو التالي: استبعاد الحرب كأداة لحل الخلافات والمنازعات والتأكيد على قيمة السلام بين مختلف الشعوب والأمم، واعتبار التسامح هو أساس التعامل بين الناس، وضرورة الإنصات والتقريب بين وجهات النظر المتباينة من خلال الحوار والتفاهم مع الآخرين لحل كل المشكلات والتأكيد لفضيلة العفو عن من يسؤون لنا واحترام عادات الآخرين وتقاليدهم برغم اختلافها مع عاداتنا وتقاليدنا واعتبار الحق في الاختلاف والتعايش معه مدخلا مهما لتأكيد قمة التسامح ونبغض لكراهية والتعاطف مع المختلفين والأغيار أيا كانت هويتهم والقضاء على كل أشكال التميز بين البشر على أساس النوع والعرق أو الدين أو المذهب أو الطبقة الاجتماعية وإعطاء فرص متساوية للرجال والنساء داخل المجتمع في كل المجتمع. 3) وفيما يتعلق باستجابات أفراد عينة الدراسة على محور القيم الثقافية المناهضة للعنف فقد جاءت مرتبة ترتيبا تنازليا على النحو التالي أن التسامح بين الشعوب ضروري لإقرار السلام، وعلى الإنسان التحقق من كل أمر يعرض عليه ولا يتسرع في إصدار أحكام على الآخرين والتأكيد على نبذ العنف والتعامل مع الآخرين المختلفين عنا، واحترام الخصوصيات الثقافية والتنوع الثقافي ودخول الثقافات المتنوعة في حوار بناء كوسيلة لتطوير الأفكار والثقافات واعتبار التسامح الثقافي هو طريق البشر نحو التعايش السلمي والتفاعل الخلاق واحترام التنوع الثقافي كمدخل للتقارب بين الأمم والشعوب وأن التمسك بالهوية الوطنية والدينية والثقافية ينبغي أن يتأسس على نبذ التعصب ورفض الكراهية والإدعاء بامتلاك الحقيقة المطلقة دون الآخرين ونفي إدعاء أي شعب أو ثقافة بأن لهما الأفضلية والتفوق على الشعوب الأخرى وما تعنيه هذه القيمة من رفض الوصاية وضرورة الانفتاح الثقافي على الثقافات الأخرى، واعتبار الاختلاف الثقافي مصدرا مهما للثراء الإنساني. 4) بينت نتائج الدراسة وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى 0.05 فأقل في اتجاهات أفراد الدراسة حول القيم الدينية المناهضة للعنف، والقيم الاجتماعية المناهضة للعنف، القيم الثقافية المناهضة للعنف لصالح الحاصلين على الماجستير والدكتوراه. 5) كما كشفت عن فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى 0.05 فأقل في اتجاهات أفراد الدراسة حول (القيم الدينية المناهضة للعنف) باختلاف متغير المستوى التعليمي للزوجة لصالح حملة المؤهلات الجامعية. توصيات الدراسة: 1) استخدام وسائل الإعلام المتنوعة في توفير البرامج والمعلومات حول مناهضة العنف والدعوة إلى قيم التسامح. 2) العناية ببرامج تغيير السلوك ودعم السلوك الإيجابي اللاعنفي عبر المواد الإعلامية التي تقدم من خلال القنوات الفضائية. 3) تعزيز السلوك اللاعنفي والمناهض للعنف داخل المدارس والجامعات وأماكن العمل من خلال عقد حلقات تعايش وحوار عن اللاعنف وآليات تطبيقه. (ملخص المؤلف)