Arab Educational Information Network

إن التحولات البيئية والتطورات التي يشهدها النظام العالمي الجديد أثر بشكل أو بآخر في أساليب وأنماط الإدارة في جل المنظمات مما قادها إلى التغيير كعملية ديناميكية معقدة وحتمية لا مفر منها لتطوير الأنظمة البشرية بداخلها بشكل مستمر ومواكبة العولمة. هذه التطورات جعلتها تنتقل من المركزية والنظم البيروقراطية الساكنة التي تعمل بردة الفعل إلى نظام أكثر مرونة يتناسب مع طبيعة التحولات العالمية السريعة والمستمرة التي يشهدها العصر، هذا التغيير تطلب منها تسخير إمكانيات وأساليب إدارية تساعد الموظفين على زيادة الوعي، الطموح، والحاجيات التي تعد دافعا أساسيا لإحداث التغيير التنظيمي، خاصة مع رغبتهم في التجديد والمشاركة الإيجابية والتخلص من قيود اللامبالاة والسلبية الناجمة عن الركود والثبات، فالموظفون هم الذين يخلقون القيمة المضافة داخل المنظمة، فمن المتعارف عليه في مجال علم الإدارة أن الأفراد العاملين هم أهم مورد في المؤسسة وذلك لأن أدائهم يعد عنصرا ضروريا لاستمرارها وارتقائها حيث يعبر الأداء عما يتمتع به الموظفون من مهارات وقدرات وإمكانيات، ومن منطلق أن أداء الموظفين يتميز بالديناميكية فلا بد من متابعة بصفة مستمرة من خلال التقييم المتواصل عن طريق المتابعة والمراقبة، حيث يتم التعرف على أوجه القوة فيه بهدف تطويرها، وأوجه الضعف بغية تصحيحها في الوقت المناسب، من أجل الوصول إلى المستوى المطلوب من الأداء لتحقيق أسمى أهداف المؤسسة وبأقل التكاليف وكل هذا لا تستطيع أي مؤسسة كانت عمومية أو خاصة ذات طابع خدماتي أو تجاري إلا من خلال تغير تنظيمي فعال. وهذا ما تسعى الدراسة توضيحه والوصول إليه من خلال تبيان العلاقة التي تربط التغيير التنظيمي بفاعلية الأداء الوظيفي على عينة من مستخدمي جامعة المدية باعتبارها مرفق مؤسساتي ذات طابع عمومي. (الملخص المنشور)