شبكة المعلومات العربية التربوية

لقد وجد النظام التربوي الجزائري نفسه منذ عدة سنوات في مواجهـة إشكاليـة الاستجابة لطموحات الشباب من جهة وللحاجـات الاقتصادية والاجتماعية للبلاد من جهة أخرى. إننا نشهد خروج أعداد هائلة من التلاميذ دون مؤهل. فالشباب لا يتفطن لمستقبله إلا عند إقصائه من النظام التربوي. فيبدأ بالبحث عن المساعدة والإرشاد.. ليختـار في الأخير مسارا. إنه يلجأ عموما إلى التكوين المهني الذي لم يسبق له ربما أن فكر فيه إطلاقا ولا يستجيب دائما لاختياره الحقيقي. لهذا يغادر معظم الشباب مرة أخرى التكوين بعد إدراكهم بأنهم لم يحسنوا الاختيار. وهكذا فإننا نواجه أشكالا جديدة من التسرب. وبما أن عملية اختيار مسار دراسي أو مهني يعد من أصعب العمليات التي يقدم عليها التلميذ في حياته, أصبح من الضروري إيجاد آليات جديدة لمساعدة التلميذ في عملية الاختيار. وعليه فإن المقاربة التربوية في التوجيه تهدف إلى إكساب الفرد الكفايات اللازمة لاتخاذ قرار سليم، مسؤول وواقعي. وهكذا سعت وزارتي التربية الوطنية والتكوين والتعليم المهنيين إلى توظيف فئة مستشاري التوجيه لتقديم خدمات متخصصة في مجال التوجيه المدرسي والمهني، بهدف القضاء على الخروج المبكر دون مؤهل مهني (التسرب من التربية والتكوين). إن التقدم التكنولوجي له أثر كبير على ميدان القياس النفسي والتربوي فمن بين التطورات التي تركها التقدم التكنولوجي استخدام الحاسوب في القياس والتقويم حيث يلاحظ أن هناك تزايد في الإقبال على توظيف التكنولوجيات الحديثة لأغراض حوسبة الاختبارات النفسية والتربوية؛ حيث أصبحت اختبارات الميول الدراسية والمهنية المحوسبة أو الالكترونية من الممارسات الشائعة والمستخدمة في العديد من البلدان على نطاق واسع في مجال التربية عامة والتوجيه والإرشاد المدرسي والمهني خاصة. إن تزويد التوجيه والإرشاد المدرسي والمهني بالاختبارات المحوسبة أو الالكترونية يساعد الأفراد على اكتشاف ليس فقط قدراتهم واستعدادهم بل أيضا ميولهم واتجاهاتهم ومواءمتها مع التخصصات التي تناسبهم في بناء مشروعهم الدراسي والمهني. (الملخص المنشور)

The process of choosing an academic or professional path is one of the most difficult processes that a student can undertake in his life. It has become necessary to find new mechanisms to help the student in the selection process. Accordingly, the educational approach in guidance aims to provide the individual with the necessary competencies to make responsible and realistic decisions. Thus, the Ministries of Education and Training and Vocational Education sought to employ the category of guidance counselors to provide specialized services in the field of school and vocational guidance, with the aim of eliminating early exit without a vocational qualification (dropout from education and training). Technological progress has a great impact on the field of psychological and educational measurement. Among the developments left by technological advances is the use of computers in measurement and evaluation, as it is noticed that there is an increase in the demand for employing modern technologies for the purposes of computerizing psychological and educational tests. As computerized or electronic academic and professional tendency tests have become common practices in many countries in the field of general education, school and vocational guidance and counseling in particular. Providing school and vocational guidance and counseling with computerized or electronic tests helps individuals discover not only their abilities and readiness, but also their tendencies and attitudes, and align them with the specializations that suit them in building their academic and professional project. (Published abstract)