شبكة المعلومات العربية التربوية

كشفت الباحثة في هذه الدراسة- باستخدام نتائج اختبار مفتوح في الفيزياء الحديثة على طلاب الفرقتين الثالثة والرابعة شعبة الفيزياء والكيمياء خلال عامين دراسيين متتاليين- عن أن الطلاب المعلمين بهذه الفرق الدراسية يفتقرون، إلى درجة بعيدة، إلى الفهم البسيط لبعض المفاهيم الأساسية للفيزياء الحديثة ممثلة في مفاهيم النظرية النسبية الخاصة لأينشتين وغياب مفاهيمها الأساسية عن إدراك أو ذاكرة أغلب الطلاب رغم أهميتها الخاصة كمفاهيم مرتبطة بتفسير الحركة في ضوء معاني جديدة لفكرتي الزمن والمكان فضلاً عن كونها تُعد أساسا لفهم ميكانيكا الكون. ويكشف هذا الثبات في الأداء المتدني للطلاب، برغم دراستهم لمحتوى الاختبار الذي طبق عليهم منذ فترة زمنية لا تتجاوز شهرين، عن مشكلة تعليمية في تقديم أو شرح المفاهيم شديدة التجريد للطلاب من قبل من يقومون بتدريسهم في الجامعة. وقامت الباحثة باستخدام المدخل المفاهيمي وبناء مهام قائمة على الاستقرائية المباشرة- التي تعكس كلاً من طبيعة نمو المفهوم العلمي في الحقل العلمي، وعملية نمو المفهوم كما تتم في ذهن المتعلم- في تدريس النظرية النسبية الخاصة لأنشتين لطلاب الفرقة الثالثة. وأشارت نتائج التطبيق القبلي والبعدي لاختبار من نوع الاختيار من متعدد ذي مواصفات إحصائية جيدة يقيس مدى إدراك الطلاب للمفاهيم الأساسية لهذه النظرية، إلى حدوث فارق ذي دلالة إحصائية في الأداء بين التطبيقين لصالح التطبيق البعدي. كما وجدت الباحثة فارقاً ذا دلالة إحصائية بين أداء الطلاب أنفسهم بعد ستة أشهر وأدائهم في التطبيق القبلي للاختبار ذاته لصالح التطبيق المؤجل. وتشير هذه النتائج إلى أن هناك فرصة للارتقاء بتدريس المفاهيم عالية التجريد للطلاب في الجامعة إذا ما خاطبنا بنية المادة العلمية وطبيعتها من جهة وعملية بناء المفهوم واستقراره في النسق المفاهيمي الخاص بالطالب المعلم من جهة أخرى والذي يحمل بدوره مسؤولية مساعدة المتعلمين الصغار على تعلم هذه المفاهيم المجردة غداّ. (الملخص المنشور)