شبكة المعلومات العربية التربوية

أصبح العلم عنصرا أساسيا من عناصر الإنتاج وقد كان ولا زال أحد المحكات الأساسية في طريق الأمم نحو التقدم والرقي في مستقبلها؛ وخلال العقود القليلة الماضية لم يعد القوة الوحيدة التي ترسم معالم طريق المستقبل فقد اشترك عصر العولمة بكل متغيراته وخصائصه في رسم معالم هذا الطريق وإعادة بلورته. ولما كان المتعلم هو نواة التغيير والتطور كونه كنز التربية والغاية المنشودة نحو طريق المستقبل كان النظام التربوي هو الأكثر حساسية لتلك المتغيرات الحادثة من حوله في فضائه القريب والبعيد على حد سواء وكان لزاما لذلك إعادة النظر في آليات التطوير وأدواته كافة وفي إطار هذه الرؤية شغل "المتعلم" رأس الحربة استجابة لمتطلبات التغير في عصر العولمة. وتأتي هذه الدراسة لتهدف التعرف على رؤية مستقبلية جديدة للمتعلم من خلال مفهوم المتعلم في عصر العولمة، ومناقشة العديد من التساؤلات القابلة للإثراء خاصة في ظل عصر عولمة التعليم كالسؤال عن مهارات المتعلم في عصر العولمة، وأبرز سماته وأهم مزايا خصائصه ومن ثم كشف النقاب عن رؤى مقترحة لإعداد المتعلم في عصر العولمة. وقد اعتمدت الدراسة المنهج الوصفي "التحليلي" القائم على أسلوب تحليل المحتوى بالإضافة إلى أسلوب السيناريو في استشراف الرؤية المقترحة. ومن ثم انتهت الدراسة ببعض النتائج التي أمكن التوصل لها وفقا للإطار النظري كان من أهمها أن إعداد المتعلم في عصر العولمة يبدأ من مؤسسات التربية والتعليم كونها الميدان الأول والمنبع الأساس في إعداده فعماد أي مشروع للنهوض والتطوير يبدأ بالمتعلم مما يلزم على نظم التربية والتعليم التخطيط للتطوير بما يحقق المعاصرة ويحفظ الأصالة ويمكن من إعداد المتعلم إعدادا متكاملا يمكنه من مقابلة تحديات عصره والتكيف معها واختتمت الدراسة بتقديم بعض المقترحات منها البدء بحركات إصلاح أنظمة التربية والتعليم بحيث يكون الهدف منها التأكيد على مفهوم إعداد المتعلم في عصر متجدد؛ وإجراء المزيد من الدراسات التي تهتم بتفعيل دور المتعلم في عصر العولمة بحيث تتناول العلاقة بين عناصر العملية التعليمية في ضوء منظومة تعليمية متكاملة. (ملخص المؤلف)