شبكة المعلومات العربية التربوية

الأمية إحدى المشكلات الكبرى التي تنوء بها الإنسانية، وهي إلى جانب أنها عقبة في بيل التقدم الاقتصادي والاجتماعي، فهي مظهر من مظاهر القصور في حقوق المواطنة الصالحة، فالتعليم والعمل هما حقان أساسيان للمواطنين، وهكذا فالأمية هي عدوان على الأفراد من حيث حرمانهم من حقوقهم وحرمانهم من واجباتهم لعجزهم عن الإسهام المعنوي والمادي في تطوير المجتمع، وهي عدوان على المجتمع نفسه لحرمانه من القدرات الدافعة إلى التقدم الحضاري. وقد تطرقنا في بحثنا هذا والذي يندرج تحت عنوان انعكاسات محو الأمية على الوظائف الأسرية والعلاقات الاجتماعية وذلك من خلال دراسة ميدانية لأقسام محو الأمية بزريبة الوادي ولاية بسكرة. وتناولنا هذا الموضوع انطلاقا من إشكالية بحث تمحورت حول التساؤل الرئيسي التالي: ما هي انعكاسات محو الأمية على البناء الاجتماعي؟ وقد اندرج ضمن هذا التساؤل تساؤلين فرعيين تمثلا في: ما هي انعكاسات محو الأمية على الوظائف الأسرية؟ ما هي انعكاسات محو الأمية على العلاقات الاجتماعية؟ وقد حاولنا الإجابة على هاذين التساؤلين بواسطة استمارة بحث تم توزيعها على عينة عشوائية قصدية شملت أربعة مدارس، وقد احتوت عينة البحث على (100) مائة دارس بمحو الأمية، وتم الحصول على عينة البحث عشوائيا، وقد تم اختيار نسبة 10 % من عدد الدارسين والذي منه يقدر عددهم 1000 دارس وإحصائيا كان اختيار العينة كما يلي: 1000×10/100 = 100 وهي مجموع عينة البحث. وفي هذا الإطار فقد اعتمدنا على المنهج الوصفي الذي يعتمد على دراسة الواقع. واعتمدنا في جمع هذه المعلومات الملاحظة، المقابلة، الاستمارة. أما نتائج الدراسة فكانت كما يلي: فنتائج التساؤل الأول هي: 1) التعامل بشكل ايجابي في العلاقات الزوجية من خلال حسن المعاملة، التسامح، التآلف والاحترام المتبادل بين الزوجين (استخدام أسلوب الحوار في المعاملة..). 2) قدرة الدارسين على مساعدة أبنائهم وأقاربهم في إعداد وتحضير الدروس، وإن كان ذلك يكون في طور محدد (خاصة الابتدائي)، وفي مواد مخصصة محددة (رياضيات، لغة عربية، تربية إسلامية،..). 3) زيادة قدرتهم على تنظيم وتسيير شؤون حياتهم الأسرية، فيما يتعلق بالمسائل الصحية (صحة الأبناء، زيارة الطبيب، تقديم الأدوية..) والغذائية، والتربوية. أما نتائج التساؤل الثاني: 1) من خلال علاقة الدارس بجيرانه حيث أصبح له وعي متزايد واهتمام واضح بأهمية الجيرة ومحاولة تحسينها من خلال التزامه بواجباته معهم وزرع قيم التسامح والتعاون والتكافل،..معهم. 2) توليد الإحساس لديه والشعور بالانتماء إلى مكان عمله وذلك من خلال كسب الثقة في نفسه وإبداء رأيه والمشاركة في الحوار والدفاع عن حقوقه في مجال عمله. 3) إكساب الدارس لمكانة علمية وثقافية تمكنه من التدرج في السلم الاجتماعي وبهذا الحصول على مكانة محترمة بين جماعة الرفاق. 4) إعطاء فرصة في الوظيف للمتحررين من الأمية. 5) فتح المجال لباحثين آخرين لدراسة الموضوع من جوانب مختلفة أخرى. (ملخص المؤلف)