شبكة المعلومات العربية التربوية

تمثل وسائل التواصل الاجتماعي ظاهرة اتصالية جديدة، وليست مجرد ظواهر بحثية عابرة، ولا وسائل مؤقتة أو عارضة، فهي بمثابة كيان اتصالي خاص ومميز، وجد ليبقى ولينافس غيره، وليفرض نموذجه المتفرد على كل المعنيين بالدراسات الإنسانية والاجتماعية عامة، والإعلامية خاصة، في وقت أفرزت فيه هذه الظاهرة تحولات كبيرة في مسارات التعامل المنهجي والنظري مع الظواهر الاتصالية. وعلى الرغم من أن الاهتمام بدراسة وسائل التواصل الاجتماعي بدأ منذ عدة سنوات، بيد أن العديد من الأسئلة لا تزال محل سجال وحوار ونقاش بين المعنيين بهذه الوسائل، من بينها: ما هي الآثار الفكرية لوسائل التواصل الاجتماعي على شرائح وفئات المجتمع المختلفة؟ وما أبرز الإشكاليات النظرية والمنهجية التي تواجه الدراسات المعنية بوسائل التواصل الاجتماعي؟ وفي الوقت الذي تثار فيه هذه التساؤلات لا تزال يواجه الباحثون في هذا المجال العديد من التحديات والمشكلات النظرية والمنهجية التي تحتاج لقراءات أكثر تحليلا، للمساعدة في تذليلها، وطرح سبل التعامل معها. لذا تتناول هذه الورقة البحثية الآثار الفكرية لوسائل التواصل الاجتماعي من عدّة نواحي الدينية والاجتماعية والتعليمية وذلك على طلاب وطالبات جامعة الأمير سطّام بن عبد العزيز، كإحدى الجامعات السعودية التي تتميز بتنوع جغرافي كبير يصحبه تنوع في البيئة والثقافة من محافظة إلى أخرى. والدراسة تنطلق من تصور يرى أن ثمة آثارا فكرية لوسائل التواصل الاجتماعي على فئة طلاب وطالبات الجامعة، وتسعى الدراسة من وراء ذلك إيجاد التوصيات العملية والحلول المنهجية للوقاية من الآثار الفكرية التي يترتب عليها توجهات وانحرافات تشكل خطرا كبيرا على المجتمع، وخاصة إذا كان المتأثر بذلك فئة الشباب الجامعي. واستخدمت الدراسة عينة قوامها 223 من طلاب وطالبات جامعة الأمير سطّام بن عبد العزيز مراعية التنوع الأكاديمي في التخصصات الإنسانية والصحية والعملية، والتنوع الجغرافي في مختلف فروع جامعة الأمير سطّام بن عبد العزيز في الخرج وحوطة بني تميم والأفلاج ووادي الدواسر. يضم المحور الأول قائمة فرعية لآثار شبكات التواصل الاجتماعي الفكرية على الشباب من الناحية الدينية، وعددها 10 فقرات، أما المحور الثاني فيضمّ قائمة فرعية لآثار شبكات التواصل الاجتماعي الفكرية على الشباب من الناحية الاجتماعية، احتوت على 17 فقرة، ويضم المحور الثالث آثار شبكات التواصل الاجتماعي على الشباب من الناحية التعليمية، وعد فقراته 8 فقرات. وقد كشفت نتائج الدراسة عن وجود عدد من الآثار يعتبرها الشباب الأكثر أهمية والتي تشير في مجملها إلى بعض المظاهر السلبية. وكان من أبرز آثار شبكات التواصل الاجتماعي على الشباب من الناحية الدينية كما أظهرتها الدراسة ضعف القيم الدينية بسبب ضعف الوازع الديني، كما أظهرت الدراسة أن أبرز الآثار الفكرية من الناحية الاجتماعية كان الإحباط وعدم الاستقرار النفسي، كما اتضح أن ضعف التركيز والتشتت الذهني يأتي على رأس الآثار التي شكلت محور الناحية التعليمية. وأخيرا تضمنت الدراسة عددا من الاستنتاجات والاقتراحات التي يمكن أن تسهم في بناء استراتيجيات فعالة لمواجهة الآثار الفكرية لوسائل التواصل الاجتماعي من الناحية الدينية والاجتماعية والتعليمية على طلاب وطالبات جامعة الأمير سطّام بن عبد العزيز. (الملخص المنشور)