شبكة المعلومات العربية التربوية

تمثل التجربة التربوية التي قادتها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في ميدان التربية والتعليم إحدى أخصب التجارب، التي حاولت الربط بين التعليم والتربية والتنمية الاجتماعية، واستطاعت أن تحقق لها نتائج ملموسة ساهمت من خلالها في بناء وتنمية المجتمع الجزائري، والوصول به إلى تحقيق حريته واستقلاله. ولقد ظهرت هذه التجربة كرد فعل على الآثار والانعكاسات التي خلفتها السياسة الفرنسية المنتهجة على جميع الصُّعد الاجتماعية والثقافية الاقتصادية وغيرها، إذ فقد أفراد المجتمع الجزائري أراضيهم وأملاكهم التي كانت تمثل لهم المصادر الوحيدة للرزق، وتفشت البطالة بنسب كبيرة، وشهدت البلاد عديد الكوارث، كالمجاعات بسبب الأمراض ونقص التغذية وانتشار الفقر بين السكان والآفات الاجتماعية، كما تقلّصت دور العلم وانحصر التعليم داخل فئات محدودة، وساد الجهل والأمية أغلب السكان. ولقد شملت الجهود التربوية لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين مختلف الميادين والفئات الاجتماعية داخل المجتمع، وذلك من أجل ضمان تنمية وقيام نهضة شاملة ومتكاملة. ولذلك، فقد حاولت هذه الدراسة إبراز الجهود التربوية التي كانت تقوم بها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين؛ والدور الذي لعبته في تنمية المجتمع الجزائري خلال مرحلة معينة من تاريخ الجزائر، وكيف أن هذه الجهود ساهمت في بناء المجتمع وتهيئته لمعركة الحرية والاستقلال. (الملخص المنشور)