Arab Educational Information Network

تعد الحاجة إلى الأمن النفسي في مقدمة الحاجات النفسية (غير العضوية) للإنسان، وأكثرها أهمية بصورة عامة. وإذا ما أُشبعت هذه الحاجة اهتم بحاجاته النفسية والاجتماعية الأخرى، ولا تظهر هذه الحاجة عند الفرد إلا بعد أن يشبع حاجته الفسيولوجية ولو جزئيًا، حينها يسعى الشخص الآمن إلى تحقيق حاجات أعلى في المستوي الهرمي للحاجات، التي تختلف باختلاف المرحلة العمرية. فطالبات المرحلة الثانوية يكون جلّ احتياجاتهن هو تقدير الذات والقبول في المجتمع، فكثير منهنَّ في المرحلة الثانوية يعانين من بعض المشكلات التي تظهر في صورة توتر وقلق وصراع داخلي. ومن هنا يظهر دور المدرسة، إذ يعد توفير الأمن النفسي للطالبات في المرحلة الثانوية من أولويات المهام المنوطة بالمدرسة، فضلاً عن مهمة تحقيق الأمن النفسي مسؤولية المجتمع ككل بما يشمله من مؤسسات تربوية ودينية وغيرها. إن نجاح المدرسة في هذه المهمة يبرز الدور الحيوي لها باعتبارها من أهم مؤسسات التنشئة الاجتماعية التي تعني بتربية الأجيال وتعليمهم وتوجيههم، يكشف عن ذلك ما نلمسه من أثر واضح في حياة الطالبات وتكوين شخصياتهن وصياغة أفكارهن. تطرح هذه الدراسة وإشكالية القصور في دور الإرشاد النفسي وخاصة في مدارس البنات، وأسبابه الكثيرة، لعل من أبرزها العوز المعرفي بجوانب المشكلة وقلة وجود متخصصات في الإرشاد النفسي، لذا عنيت هذه الورقة البحثية بتقديم محتوى معرفي جيد عن المشكلة، ومن خلال المنهج الوصفي التحليلي كشفت عن دور المدرسة ومعلماتها، والإرشاد النفسي في تعزيز الأمن النفسي لدى الطالبات وغرس القيم التي تعزز هذا الأمن، وخلق بيئة نفسيّة آمنة للمدرسة كمؤسسة تربوية تعليمية تؤدي دورها بسهولة ويسر. وخلصت الدراسة إلى بعض التوصيات ذوات الصلة بمحاورها ربما تسهم في إنجاح الدور المنوط بالمدرسة كمؤسسة تعليمية تربوية لا بديل عنها في بناء شخصية الطالبة السوية المطمئنة المنتجة. وقد حَوَت هذه الدراسة مقدمة وثلاثة محاور، ثم عرض النتائج التوصيات. (الملخص المنشور)