شبكة المعلومات العربية التربوية

قامت الدراسة بسبر تاريخ ظهور فكرة الجامعة المرتبطة بشكل أساسي بالفكر الألماني، وتوثيق أبرز المحطات التاريخية والفكرية التي مرّت بها فكرة الجامعة، بشكليها الكلاسيكي والإصلاحي، ومعاينة أسلوب هابرماس المنهجي في تناوله هذه القضية الهامة. لذا هدفت الدراسة إلى الإجابة عن مجموعة من الأسئلة، منها: ما هي "فكرة الجامعة"؟ كيف تطورت وتناغمت مع سلسلة الأحداث التاريخية التي شهدتها أوروبا؟ ما هي المبادرات الإصلاحية التي قدمها مفكرو أوروبا لإصلاح جامعاتهم؟ ما هو موقف هابرماس من المبادرات الإصلاحية لفكرة الجامعة؟ وكيف قدَّم أفكاره في الفعل التواصلي لخدمة غاية إصلاح الجامعات؟ كيف يمكن للوطن العربي الاستفادة من التجربة الأوروبية في تطويرها فكرة الجامعة، وفي إصلاح التعليم الجامعي؟ هل يمكن تطبيق نظرية هابرماس في الفعل التواصلي كأساس لإصلاح الجامعات؟ اتبعت الدراسة منهج الوصف والتحليل السوسيولوجي المستند إلى نظرية الخيال السوسيولوجي للعالم الأميركي سي رايت ميلز، والقاضية بأن السيرة الذاتية لأي قضية (كالجامعات على سبيل المثال) هي حصيلة تفاعلها مع البنى الاجتماعية التي تحتضنها، والتاريخ. وبالاستناد إلى هذه الرؤية، تمّت معالجة موضوع الجامعات في بعدها التاريخي المتماشي مع سلسلة الأحداث التاريخية التي شهدتها الدول وتأثيرها في الجامعات، فضلاً عن رصد العوامل الاجتماعية والاقتصادية في تأثيرها في تطور فكرة الجامعة ومحاولات إصلاحها المستمرة. كذلك اعتمدت هذه الدراسة المنهج التطبيقي من خلال محاولة إسقاط نظرية اجتماعية (نظرية الفعل التواصلي لهابرماس) على واقع مغاير للواقع الذي وضعت فيه (الواقع العربي)، لمعرفة إمكاناتها في التفسير أو تقديم الحلول. وهو أمر قام به هابرماس في أكثر من محاولة لتطبيق نظريته في الفعل التواصلي في مجالات عدة. فقد حاولت الدراسة أن تشكّل بداية للاهتمام بالأسس الفكرية التي تُبنى عليها المؤسسات، وأهمها الجامعات، وهي موجهة بشكل أساسي إلى الباحثين والأكاديميين وصنّاع القرار المعنيين بإصلاح الجامعات، وتنبّه إلى أن عملية إصلاح الجامعات لا بد من أن تبدأ من الأسس النظرية والفلسفية التي تقوم عليها، إن وجدت، وإحياء هذه الأسس وتجديدها وفقاً للمتغيرات والأحداث الكبرى. (شمعة)